حوراننا في أثوابها الأدبية- بقلم نوران الحوراني. سوريا

لصحيفة آفاق حرة:
_______________

إن كان الطابع الفني الشرقي قد عرف عالمياً باسم (Orientalisme) فإني أعرف الفن الحوراني بكل أطيافه باسم (Horientalisme).
ومجالات الأدب الحوراني قديمها وحديثها يصنف من روائع حركة الفنون الأدبية ، سواء تمثل في هجرة الأدباء والفنانين والشعراء وغيرهم من الكتاب والفلاسفة ، أو من الذين استعصت جذورهم عن الإقتلاع من تربتها الخصيبة.
وسوف استعرض على عجالة وإن قصرت نماذجا من ابداعات الفن الحوراني من مرحلة تاريخ ثورة الكرامة والحرية ، حيث تكشفت إبداعات تعد من أجمل ما قدم هؤلاء العباقرة من فنون الأدب الواقعي والرمزي و(السيريالي) والذين كانت لديهم دراية ولو بسيطة في أحوال هجرة الفنانين الأجانب إلى شرقنا العربي ، يعرف كيف كانت هذه البلدان محطات الوافدين إليها يستلهمون سحر طبيعتها الوادعة الخلابة، وخلال الحرب العالمية الأولى التي كتمت على أنفاس معظم المدارس الأدبية والفنية ، فانحسرت إبداعات الفن بشكل عام ، فإن المبدعين من أبناء حوران قد تألقوا وتفننوا في رسم خارطة أدبية متميزة خلال الثورة المباركة التي أشعلت في نفوسهم ثورة فكرية عقلانية وحركة فنية ثقافية تجسدت في غزير إنتاجهم الذي يطالعنا كل صبيحة نهار .
إن الحركة الفنية بدأت تواكب تأثيرات مخرجات الثورة مما أسبغ عليها نزعات ذاتية ، تعبر عن ذخيرة مكنوزة في أعماق النفس فانفلت عقالها لتخرج بقالب ساحر يلامس المشاعر بدواخل النفوس ويبهر الأبصار في النظر لشاعريتها وقوة تراكيبها وجمال صورها.
لقد أفاض أدباء وأصحاب الفن في مختلف مدارسهم في وصف مناحي حياة المجتمع بأسلوب شيق وطراز فريد من التعبير الكتابي والفن التشكيلي ، وإن تغنى الوسط الفني الغربي بازدهار حركة استشراق مشاهير كتابهم أمثال(شاتوبريان و بايرون وغوته) الذين استلهموا من شرقنا وداعة طبيعته ورصانة حياته وتعجبوا من أصالة عاداته فكتبوا فيه روائع أدبهم ،فإن الأدب في حوران قد تزين ولبس ثوبا قشيبا وحللا زاهية في سنوات الثورة ، فقد انبرى لهذا التجديد والإبداع ثلة من أهل الفن الملتزم وأصحاب الفكر المتجدد ، وأثروا الحياة الإجتماعية بكل ماهو قيم من أعمال الأدب على صعيد القصيدة والرواية والفن والقصة والحكاية ، وقد أثرت هذه النهضة الأدبية في النفس الإنسانية فأكسبتها جمالاً وتحولا في نمط تفكيرها وانعكست على صفحات يوميات حياتها ، فالفن له تأثير كبير على حياة المجتمع ، وهو دوما يسير به تجاه الرقي والتشكيل الخيالي والواقعي ، وتأثيراته وفاعليته واضحة المعالم في أوساط القراء والناشئة ، فقد مهد مثقفو حوران السبل للعابرين إلى شط الفكر الإبداعي ودوحة الأدب بعمومه .
كان من نتاج حوران الثقافي وقوة فاعليته ، جمهرة من الذين تسلحوا بأدوات الإبداع، بالريشة الفنية، واليراع، ومستلزمات النحت الفني ، فلو قمت باستعراض من واكبتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، لعجزت أن أحيط بهم ، ناهيك عمن لم أجد طريقة إلى الوصول لإنتاجهم الأدبي ، وقد عنيت بشكل خاص بطبقة الصاعدين في عالم الأدب المجددين لروح القفزة العلمية الأدبية وتطورها ، رافضين الانكفاء والتقوقع ، باذلين جهدهم ووقتهم لتستمر حياة الإنتاج الفكري دون توقف وجمود ، ولم تغفل عيني عن الرعيل الأول الذي له الفضل في بناء شخصية الفكر الثقافي ، لكنني اقتصرت على ذكر جيل حقبة الثورة ومخرجاتها الفنية .
ولو بدأت بفن الشعر لما انتهيت منه ولو خصصت له مجلدات ، لكنني اختصرت على ذكر رواد فن الشعر في هذه المرحلة واتخذت أنموذجا عالي المقام لسادة الأدب الشعري.
الشعر فن وتذوقه الذي يهذب الوجدان والنفس فن وهو يفتح القلوب على آيات الجمال ، كما يفتحها رسام عكف على لوحة فنه أياما طوالاً، ومن أبرز شعراء حوران المجددين رغم قساوة الحياة وضنك العيش دون إغفال للكثرة الكثيرة .
الشاعر (قاسم صياصنة) ، فقد أثرى المكتبة الفكرية عطاء وافرا من وجدانيات شعره وغزير إنتاجه .
الدكتور الأديب الشاعر نورالدين اللباد : كاتب وشاعر وأديب من الطراز الأول لايشق له غبار ، له دواوين شعرية وترجمات لكتب فرنسية ، يتميز بدقة التصوير ورهافة الحس الأدبي.
الأستاذ الناقد الأديب داوود أبازيد من رواد النهضة الأدبية في مدارس حوران ، صاحب دراسات نقدية وكتابات أدبية ثرية وله أشعار تحاكي المشاعر وبليغة المعاني.
المهندس الشاعر جمال سعدالدين صاحب الذوق الأدبي الرفيع ، والشعر الوجداني المعبر.
الدكتورة د.فاطمة العبد الفتاح الزعبي التي أثرت ساحة الأدب بدراستها الأدبية المتنوعة ، ورسالتها في الدكتوراة الحياة الأدبية في العصر الجاهلي.
الكاتب المبدع الشاب الطموح الروائى محمد فتحي المقداد صاحب الكتابات الروائية المميزة والتي تحكي حياة شعب طالته يد الغدر فهجر موطنه وحط في خيم اللجوء وروايته الطريق إلى الزعتري قد ذاع صيتها في أوساط الفن السينمائي.
الدكتور الأديب الشاعر محمود عبد الرزاق غوثاني صاحب القراءات وشاعر الإبداعات في مدح خير الأنام محمد صلى الله عليه و آله وسلم.
الشاب الأديب الصاعد العبقري حسام الزعبي صاحب الروايات الأديبة المتميزة وما روايته (كيف تقتل زوجتك ) عنكم ببعيد وكيف ملأت الكون شهرة في معارض الكتب في شتى الدول.
الفنان النحات ابراهيم أبازيد وموسوعته العالمية صخرة الحضارات.
الفنانة التشكيلية المبدعة التي عاشت فن الرسم منذ نعومة أظفارها(#Lina_Al_Mahamed_ART) ولوحتها لاعبا الورق وهي في سن مبكرة تحاكي لوحات كبار الفنانين من أمثال دولاكروا.
الفنان الكبير المتميز وصاحب الكلمة الشعرية المبدع عماد المقداد ، الذي ملأ الجداريات المدرسية بأصيل فنه وواقعيتها ورمزيتها وسيرياليتها ، وكلمات قصائدة الشفيفة .
الفنان الكبير المبدع (Abduslam Abdulsalam AlAboud وله في معارض الفن في فرنسا إبداعات وصولات وجولات بلوحاته التي انتزعت من الفرنسيين اعجاباتهم بجدارة واقتدار.
الفنانة التشكيلية المبدعة (#سلام_القطيفان) وتمتاز لوحاتها بدقة التفاصيل الفنية وجميل الألوان وعمق الفكرة .
معجزة الفن الشاب (Mothana Alzoubi) ومن لم ير مثنى الزعبي الفنان الكبير لايعرف معنى معجزة الفن ، والذي يسمع غير الذي يرى.
الرسامة المبدعة الصاعدة الموهوبة (داتا دانا الزعبي) صاحبة اللمسة الخفيفة في فن الرسم بالفحم .
الشاعر الدكتور المبدع (Adnan Abazeed) وشعره الجميل كمبضع جراحته الخفيفة .
الخطاط (#محمد_ارشيد_أبازيد) صاحب الخط الساحر والدقة والجمال الفني.
الخطاط (#فتحي_بلبوش) الذي يتقن الخطوط بأنواعها في ثورة خطية نادرة من عصر الثورة .
باني العمري المسالمة هذا الفنان المعجزة في وقت عز فيه اللون والقلم والمحبرة ، يطالعلك بلوحات خيالية فيها مأساة شعب لم ير العالم شبيها لها .
وفي نهضة الشعر في حقبة الثورة أجاد هذا الفن الشاعر محسن محمد ﺍﻟﺮﺟﺐ فقد كرس فن إبداعه ليشمل متاح عدة في حياة المجتمع.
ولا يفوتني أن أذكر فنا طالما رافق أجدادنا في سهراتهم الشتوية خاصة والصيفية ، هو فن الحكاية أو الرواية الشعبية الممزوجة بروح الفكاهة تارة وبجو الخوف والرعب تارة أخرى ، وقد كانت حكاياتهم موروثا شعبيا أحياه بجدارة المهندس المبدع (يوسف الراشد أبازيد Yousef Alrashd Abazid) وهذا فن تطور في زمن الثورة وصارت له اساسيات ومقومات القصة القصيرة.
لقد حرصت جيدا أن أبرز قوة الإرادة لدى جيل عاش مرحلة صعبة في ظل ظروف معقدة ، واستطاع أن يثبت للعالم مدى قدرته على الإنتاج والإبداع وتجاوز الظروف القاهرة .
إن هذه المرحلة التي ناءت بكلكلها على كاهل المثقفين وما استطاعت أن تثني عزيمتهم ، بل صنعت منهم رواد علم متقدم وحضارة لها جذور ضاربة في عمق التاريخ .
لقد دونت أنموذجا وعلامات للمسيرة الحضارية الثقافية في حوران ومن نسيت إدراج نتاجه الفكري من أبناء الثورة فليلتمس لي العذر .
وفي هامش المنشور قمت بإثبات جزءا من نتاجهم الفكري ليتسنى للقارئ العودة إلى صفحات التواصل لديهم إن أحب الإطلاع.

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!