عجبتُ لمن يُحجّم بنت جنسي
وفيها كلّ ما لزمَ انتباها
فوالدة ومرضعة تربّي
معلمة منظمة حماها
ومنبر للسان فإنْ أجادت
فجيلٌ للفصاحة قد تناهى
وجنةُ آدمَ المطرود منها
ومسكنه الكريم إذا تباهى
وصرحٌ للحضارة رحم أنثى
فإن صلحت فعزٌ مبتناها
***
ولكنّ اللئيم بها ضنينٌ
وهل ترجو بمنطفئٍ سناها؟!
***
وإنّي لا أراني مثل أنثى
فذاتي فوق أُنثاها مداها
جناحاها كصقر في الأعالي
ونظرته وميضٌ من رؤاها
تقوم على التدبر دون لأيٍ
لتلمحه يقينا لا يُضاهى
وتأنفُ من تعبّده جهولا
فما في الجهل نورٌ قد تماهى
***
فلا والله لن أشقى وذاتي
طموحٌ لا تكبّلها خطاها
وهل للروح إنْ حُجزت بسجنٍ
بأنْ ترضى بذا القيد انطفاها؟
***
نطوف به طواف من استناروا
بمشكاة الحقيقة لا سواها
تسابيحٌ به يلهجنَ حمدا
وتغبطهم ملائكةٌ دعاها
***
فلا والله ماأشفقت يوما
على نفسي وربيَ مبتغاها
ولا والله لم تطلب عمادا
وقد كان العماد لها إلها
الملائكة تغبط البشر المستنيرين حملة الأمانة