العِروَةُ_الوِثقَى / شعر : افتخار هديب

 

 

كَم  كَانَ مُوسى  لِلحَقيقةِ ظَامِئاً

الخِضرُ  قَـال الحَقَّ   فِيهِ   مبيَّنا

 

الصَّبرُ    مِفتَـاحُ   العَطَايا   كُلّهَـا

هَٰـذا   فُـراقٌ   يا حَبيبِي   بَيْنَنـا

 

*******

 

مَا بَينَ أضلَاعِي  لِروحِكَ  جَنـَّةٌ

نُكرانُ  عَهدِكَ   باتَ  سِرَّاً  مُعْلَنَا

 

وَغَزَلتُ فِي دُنياكَ أحلَامَ  الـذُّرَا

فَهَدَمتَ  ما يَختالُ مِن أَحلامِنَا

 

سَأفرُّ   هَارِبَةً   لِحُضنِكَ   أَنتَمي

نُـورُ المَحبَّةِ  حِينَ  أدمـنَ  ظِلَّنَـا

 

إنِّي وَرُوحِي قدْ بُلينَا فِي الهَوَى

كُنتَ الخَميلةَ وَ الهُيامَ و طِفلَنـا

 

النَّبـضُ طَـوعٌ  لِلبَنانِ يبوحُ  لِي

أنفَاسُ عُمرِي أنتَ يـاكلَّ  المُنَى

 

********

 

وَأمامَ بَوحِكَ قَدْ وَقفتُ جَريحَةً

فَوَعدتَنـي بِشفـاءِ كُـلِّ جِراحِنـا

 

وَ أضـأتَ مِشـكاةَ الغـرامِ لحُبِّنـا

وَ حَلَفْـتَ لِلتَّبـديلِ مِن  أقدَارِنـا

 

وَنسيتُ فِيكَ قُروحَ عُمري كُلَّها

قَلبـِي يـَنامُ بِبَيْـتِ صَدرِكَ آمِنــا

 

عَانقتُ أقدَارِي بِوَجْهِـكَ رَوضةً

لِـلصِّدقِ كَالبُرهـانِ  في قُـرآنِنــا

 

العشـقُ تَسْليمٌ  وَ فيـهِ فَـرائضٌ

ك صلاةِ شُكرٍ أشرقَتْ في ليلِنا

 

********

 

طِفلانِ كنَّا فِي الهَوى(ياظَالِمي)

وَالحبُّ فَيضٌ حِينَ أنْجَبَ حبَّنا

 

ماكانَ ضوعٌ للهُيامِ و لـمْ  يـكنْ

إلّا  بِـما  جُدْنـا عليـه ِ بوصْلِنـــا

 

تَتعثرُ النجماتُ  في كَبِدِ  السَّما

تَستجدي نُوراً مِن ضياءِ عُيونِنا

 

الوجدُ  ما بينَ  الضُّلوعِ  حرائـقٌ

ثلجٌ و ماءٌ ( هاجري ) كانت ْ لنا

 

و الضحكةُ البيضاءُ تغمرُ  ثغرَنا

بينَ  الجَوارحِ  للـهَوى  مِحرابُنـا

 

********

 

وصحوتُ أشهقُ بالدِّماءِ غريقةً

ظَبيٌ أُصيبَ بمقتلٍ .. قلبي أنا !!

 

وصرختُ ملءَ القهرِ  آهٍ أرتَجـي

غوثاً لروحي من  شعائر  قتلِنــا

 

وجَوى الفؤادِ لظىً تسعَّرَ محرِقًا

و ظلامُ  غدرٍ  في  حَنايا  شامِنا

 

نيرانُ جَوفي و النيـاطُ ذبيحــةٌ

نبضاتُ  قلبي لن  تُحرِّك  سَاكِنا

 

و حملتُ أحشائي الشَّهيدة كلـَّها

أغلقتُ بـالصَّمتِ النِّبيـلِ  جِنانَنـا

 

********

 

ياخَالِقي أنتَ الرَّجـاءُ وَليسَ لِي

إلَّاكَ    يـَا اللهُ   فـاِغفِـر   ذنبَنــا

 

لولاكَ  يـارحمـنُ مـا بقيـَتْ  لَنــا

إلَّا  الجراح  جُبِلنَ من أرواحِنــا

 

إنِّي أعودُ  لعذبِ  طُهرِكَ  أرتَوي

فمياهُ  عِتقكَ  سلسبيلُ حياتِنـا

 

يا مَلجَئي أنَا فِي رِحابِكَ أرتَمي

فارحم فؤاداً  رامَ  عطفَك َ بَيِّنا

 

ما نالَ قلبٌ  في الغرامِ  مُرامَـه

يبقى  الإلهُ  يقيـنَ   كونٍ  آمِنــا

 

********

 

قد كَان  مُوسى لِلحَقيقَة مُدرِكًا

و الخضرُ  قالَ الحقَّ كَان معلِّما

 

الصَّبـرُ مفتـاحُ  العطايـا  فاتَّعظْ

كشفَ الإله  مسارنا  من  بيننــا !!

 

 

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!