ثَلج / شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

منْ نصفِ قافيةٍ
ومَعنى ..
تُولَدُ الكلماتُ من شَفَةٍ مُعتّقةٍ
ودمعٍ مالحِ القسماتِ
مُضْنى ..!
لا لونَ لِلُّغَةِ التي تجتاحُنا
لا شكلَ للتأويلِ
حين يُريقُنا .. فنَصيرُ لَحْنا !
ونصيرُ أغنيةً
تُرَدّدُها المساءاتُ التي فيها
ذُبِحْنا ..
أتُراكِ تَعترفينَ يا دُنيا بِنا ؟
إنْ ذابَ هذا الثّلجُ عن أفواهِنا القتْلى
وبُحْنا ..!

من نصفِ قافيةٍ
وأنثى
تستعدُّ قصيدتي للاعترافْ
كصبيةٍ في أولِّ المشوارِ
تقطِفُ وجهَها
وتذوبُ مثلَ شموعِنا
طمعاً بنورٍ
لا يُضيءُ سوى يديها
والحكاياتِ العجافْ ..
كسمائِنا الحُبلى بأقمارٍ ستولدُ
بعدما نمضي
إلى حيثُ القصيدةُ لا تنامُ
ولا تُضامُ
ولا تخافْ !
كبقائنا المحكومِ بالموتِ المؤجّلِ
إن فرِحنا ..!
أتُراكِ تعترفين يا دنيا بنا ؟
إن ذابَ هذا الثلجُ عن أفواهنا القتلى
وبُحنا ..

من نصفِ قافيةٍ
وسيّدةٍ
تظنُّ دماءنا شجراً مُباحا ..
ها أولُ الكلماتِ تبدأُ من عيونٍ
جاوزتْ فيروزَها
ورمتْ علينا رِمشَها العاري
وِشاحا ..
لمْ نقترِفْ دمعاً يُبلّلُ صوتنا
لمْ نغْفُ يوماً كي نُبرّرَ موتَنا
لكنهُ الوجعُ الذي ترَكَتْهُ سيّدةُ النساءِ
على يديْنا
حينَ بُعْثِرَ ليلُنا الخالي
رِياحا ..
تركَتْ لنا أسماءَنا الأولى
وبعضَ الوقتِ
كي نَحيا على أملِ الرُّجوعِ
كأيِّ غائبْ ..
وأصابِعاً حَمْقى
تئِنُّ من تعبِ الحقائبْ ..
تركَتْ لنا ثلْجَ اليدينِ
ونَجْمتينِ منَ الرَّمادِ
ودمعةً
نبكي بِها إنْ جاءَ موعدُ حُزنِنا يوماً
وصِحْنا ..
أتُراكِ تعترفينَ يا دنيا بنا ؟
إن ذابَ هذا الثلجُ عن أفواهِنا القتلى
وبُحنا ..

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!