آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
يا روحي
سِل الروحَ
مُنذْ أن مرت ريحٌ عليها
ولا زالتْ تنوح
مُنذْ أن سلّمت رايتُها لغيمة
عن التيه حينما بات حَظٌّ
صار دربٌ .. حيثُ
يُفضي الموتُ لعُزلة
عن جُلَّ محاولاتي
للوصولِ، وإصطياد حلم
أو شعور .. عن أي شيءٍ
يقودني كي أكونَ نجمة
..
سُدَىً، في جهاتِ اللا وجود
على مدى طويلٍ، ووِحده
سُدَىً، كم ناجيتُ روحي
في ليالِ البرد، والصمتِ
في وحشة الليل
وأسأل .. من بدربي
هل لاقيتم روحي، محْض صِدفة؟!
وكأنني تركتها تسير
في هذا الوجود
كفراشةٍ تجول، تفتشُ عن ضَمةُ وردة
فلا تترك يداي للتأويل
وحفنات تيهٍ
ترتوي من حقيقتي
ولا ترمي بي في الطرُقاتِ
مثل المجانين
أرقب السراب
ولا سراب في عتمة
..
بصمت الوقت الكئيب
أمضي
كالنآي .. منهمكا
في عمق حُزنه
دون رغبة
الآن أمضي للغيب
دون وحيٌ ..
أألفُ من ضياعي
حلمٌ .. وفكرةٌ .. وبسمه
تتلقفني الصحاري
وحدي بريبَتي.. بشكِها
وأشكل من طين أسئلتي
لي جرة
أظل .. غريب عليك
قريب لعينيك … إلى حد بعدي
عن قلبك .. الذي يربكني
مسافات وخطوة
..
ألقي بنردي، أفتش في الأبراج
في المجهول.. عبثا
لعلي أرسو لي على وِجهة
أنشد رغم رعب المسافات
وأرتشف من كل حزن بي
خبرٌ وخِبرة
فملء هذا الكون وفزعه
أنا كوكب دائخ
لا مسار
لا فضاء
لا مجرة
مسافرٌ.. بأرصفة اللاشعور
حقيبتي وحدتي
حذائي أسئلة، وزادي غرابة
وغربة
بمختصر الحديث أن روحي
أسيرة عينيك
من الماضي
إلى الآن.. برهبة وألف فكرة!
