الحفّار / بقلم : ماهر نصر ( مصر )

 

الحفّارُ الذي غَرَزَ مثْقابَه تحت ظلّي

هل كان يبحثُ عن جثّتي ،

عن ضفيرةِ أمي ،

عن شمعةٍ أحملُها فوق كتفي

تنيرُ للرفاقِ الطريقَ إلى أكْفَانهم؟

الحفّارُ لم يردمْ بالترابِ جمرةَ نارٍ

خبّأتُها ليتدفأ عصفورٌ في رأسي.

خَلَعَ ريشه في العشِ

ونسي أن يحلقَ بين جفنيّ .

ليس لضفيرةِ أمي أفقٌ،

وليس للعصفورِ أرضٌ.

والغيمةُ التي حَمَلَها بين أصابعه

لم تَسقِ مِعطفاً يستندُ على العُكّازِ،

ولم تغسلْ حاجباً أبيضَ .

مرّتْ عرباتُ الأيام ِ،

وتركت ْدُخانها .

والحفّارُ لم يزلْ يُغَربلُ عظامَ أمي ،

وكَصلصالٍ يخمّرُها بالماءِ والأوهام.

اتركوا الصلصالَ لي،

فَلديّ   إزميلٌ لأنحتَ وجهَها في الأفق.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!