رواية / بقلم : محمد ربيع

 

عن شاعرٍ طلَّقَ الدنيا ثلاثًا

لأنه لم يصادف امرأة من حريرٍ ونور

كي ينسجَ منها قصيدتهُ

قال:

طويتُ عقودي الخمسة

في حقيبة من كفييّ

ثم أهديتها إلى امرأة

تجمعُ النجومَ في رأسها

وتنطقُ ماليس لكم به علم

حقيقةً لا أذكرُ كيف التقيتها

وجدْتُني على حافَّة نهر كأنه هبط من الجنة

ثمار داليات تلامس سطح النهر الجاري

أطيارٌ عجيبة الخلق لم أر مثلها قطُّ

بالقرب كانت متكئةً

على جذع شجرة عظيمة الشكل والثمر

يسيل على جسدها نهرٌ من العطر

كأنها تستحمُّ فيه أبدا

مسدول شعرها الفاحم على ظهرها الثلجي

لكن عينا ما لا تخطئ استدارة نهدين من ضياء

تفقدتُ أضلُعي أبصر من أيِّها خرجَت

خمسون شهقة من الذهول

أنَّى لبشر معدوم الحظ مثلي

أن يلج هذه الجنة!

استقبلتها… فاستدبرتني

أيها الأنثى

أيُّ لوثة للعقل تلك؟

ثم تجلَّت عن قريب قبَّلتني ثم قالت:

لن تشقى بعدها أبدا ولن تشفى

لكن قومي لم يصدقوا  رسولا

رموني بالجنون

كادوا يخرجونني من من دياري

لكنهم أيضا معذورون حدّ المسامحة

فلم يؤتَ لأحدٍ غيري رؤيتها

أو الشعور بها

كيف يؤمنون بامرأةٍ

لم تخرج من بين الصُّلبِ والترائب؟

ولأنني لم أك نبيًا

قد تخليتُ عن رسالتي

اعتزلتُ الناس وصاحبتُ الخلوةَ

فالأوطان من تختارنا

فقد وجبت التضحيةُ بالبقاء

حتى الأنبياء المؤيدون بحواسِّ الله

والمكلفون بالأمانات العظمى

كانوا يحزنون بفراق أوطانهم

ويطلبون من الله العودة

من كل أفُقٍ تخترق عزلتي

تأتيني مع كل فجرٍ

تقف قبالتي وتقول هيا وتبتسمُ

استقبل قبلتها

وأهاجر إلى وطني

ومازال قومي يكفرون

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!