كالعادة سأرتبك /بقلم : الشاعر المصري: محمود حربي

 

 

 

كالعادة سأرتبك

واكتبني “حذف أول”

رصاصة اختلستها

من فم شاعر

أضعها تحت وسادتي

حلوى وقبلة على جبين

كالعادة سأرتبك

اختناقا في الذاكرة

انتظر الوقت

وهو يقتلع عين أورفيوس

ليطارد أغنية

ضجرت الصراخ

فتساقطت نغما

لثعبان مقدس

سأرتبك

أكتبني أسطورة قديمة

تحرق جثة الموسيقى

لأرى كيف رسمتني قوسا

أن اهييء غرفتي كشجرة

للتدرب على اصطياد الصور

سأرتبك في الصور

وانتظرني

بكائية طويلة

لاغتيال قافية

أو موسيقى داخلية

منكسا رأسي تحت سياط المعجم

وعباءة قديمة تمشي طرقا مفزعا

لتورم في عنق جملة

على باب غرفة ضيقة ترتعد

تخبيء قصيدتها

ربما تنضج طيرا

أو سحابة تبكي

ساكتبني دخانا

خوفا من أنف أبي

وهي تتبع رائحة الدمع.

وابتسامة شقيقتي

من عين أبي

وهي تتفقد جغرافيا الدم المتخثر

في قارة الألم

فننتظر كموسيقى جنائزية

وسيرة للظمأ

حتى يعبر الفجر في أغنية

كان من الأحرى

أن أدفن دميتي

وصورة أمي

في صحراء خالية

للتدرب على قفزة طويلة

حتى لا نسقط

نبضا حائرا

وجثثا بلاغية

تبكي امرأة ألقت طفلها

في إطار.

كالعادة سأرتبك

أشعل ما تبقى من صباح ثقيل

وبقايا ذاكرة

ﻷكتب:

لست مدربا لكتابة “أشد الأشعار حزنا”

ربما روحي ليست حصيلة كافية

لميتة درامية

أرتمي جثة من التلعثم

وبجانبي قصيدة تغني

أو أنام مبتسما

راضيا عن شيء ما!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!