لغتي تبحث عن ذاتها / بقلم : احمد عبد الحسن الكعبي /  العراق

 

 

اليوم قد ضاعت

فصاحاتي

فنسيت نفسي ونكرت انتماءاتي

نكرت ذاتي

نكرت اشيائي

نكرت حتى القابي القديماتِ

و الضاد في الافواه صار مناكرا

صار ضائعا

صار تائها

صار بين دهاليز اللهجاتِ

وضاعت له صور

و ملامح

و غاب عن اسطر الاوراق

و الصفحاتِ

راح يبحث عن ذاته

عن حرفه

فلم يجد

سوى رفوف مهملاتِ

امسى التراب

واليباب

يندب حظها

وقست عليها دفاتري

اقلامي

اشعاري وكل كتاباتي

فنادت رباه

ماذنبي و لماذا؟

هجروني في الفلواتِ

أليس كتاب الله باحرفي

وقد خطت باقلام عريضاتِ

حركاتي صارت حروفا

الضمة اصبحت واوا

و الفتحة تاء التأنيث الساكناتِ

والكسرة ياءً

و التنوين نونا

كحرف من الإبجدياتِ

فارحموني يا عرب

يا اهل الفكر و الادب

واعديوا لي امجادي السابقاتِ

فاستيقظ البحتري

والفرزدق

وجرير

وكل شعراء العصور  الجاهلياتِ

وعنترة يشهر سيفه

ويقطع كل الحروف  المضافاتِ

ويصيح المتنبي من قبره

لا تهجروا لغتكم

فهي الجميلة من كل اللغات ِ…

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!