وحيد بكأس خائبة / بقلم : مفتاح البركي

قل شيئاً

للغيم المسافر

أيها الوجع الأنيق

للمدينة الطفلة المُخبأة

في قنينة عطر الدراويش

منذُ آلف دمع و وشمٍ أريج

 

سنمكثُ معاً طويلاً

على غصنك اليابس

ننشدُ البكاء من آحداق المطر

في أعشاشِ ليلٍ بلا زقزقة

 

آه كم يلزمنا من غناءٍ

و ضوءٍ خافت الجرح

لنرقص (  كزوربااا  .. )

على أمتع وترٍ

سادرٍ في آخر شهقةٍ

للعتمة  ..

 

الجناح و إن كان جميلا

فهو مكتظ  بالفقد الفسيح

تلعنه غصة الغياب

من حناجر الموج

على شواطيء ذات حلمٍ

أزرق الغناء  ..

 

مازلت ألملم ضفائر الشوق

أبحثُ عنكِ في رمشة الضوء الأحمر

و ثرثرة العجائز الدافئات

أمام مواقد البار و القدح الرفيق

و في موسيقى الجاز

الهامسة بالغنج اللذيذ

 

أحتاجكِ في هذا الليل

بسريالية طفلٍ أبله الحلم

أحتاج إلى رشفةٍ من غناء

تأخدني إلى غياهب  سكرة الجُب  !

 

ما أحوجني إلى كل ما فيكِ

من حنين و جنون

إلى خطيئة الكأس الأخيرة

في خمرةِ الفقد العاري

من لعنة النبيذ  !

 

أيتها الوردة الغائبة

اللعنة عليك

كم يلزمني من نبيذ

و غناء في هذا الليل

وحيدٌ بكأس خائبة

متخمٌ من سكرة الوجع

حين لا فكاك من غصة

الحلم على الريق .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!