هٰـذي فِلســطــين / شعر :تيسير الشَّماسين / الأردن 

وَعـــدٌ مِـــنَ الــلّٰهِ إحـقـاقٌ إلــى الـقَـدَرِ
أن يَـدخُـلَ الـهـودُ مَـسـرَى سَـيِّدِ الـبَشَرِ

وَعـــدٌ مِـــنَ الـــلّٰهِ أن يُـقـضَـوا بِماحقَةٍ
تَـستَنطِقُ الـصَّخرَ قَـبلَ الـطيرِ و الشَّجَرِ

الأَمــــرُ لــــلّٰهِ مــــا ضــاقَــتْ بِــسـائِـرَةٍ
إلّا و أَثــبَــطَ بَــــأسَ الــفـاسِـقِ الأَشِـــرِ

فَـالـعَدلُ فــي الأرضِ مَـشـفوعٌ بِـمالِكِها
لَـــم يُـهـلِـكِ الـــلّٰهُ أقــوامَـاً بِـــلا بَــطَـرِ

لــو بِـالـحَديدِ ضَـربنَا حَـوفَ مَـحشَرِهِمْ
لَــــن يَـنـفَـذَ الأمـــرُ إلّٰا مَــوعِـدَ الـظَّـفَـرِ

هٰذي الــثَّــوابـتُ لا بـــــالٌ لِــداحِـضِـهَـا
أنَّـــى نُـكَـذِّبُ مــا فــي مُـحـكَمِ الـسِّـوَرِ

أنّــى نُــشَكِّكُ فـــي آيٍ ، و فـــي سَــنَـدٍ
مــا خـالفَ الـحالَ فـي فَـرطٍ و لا حَـذَرِ

قـيلَ اسـكُنُوا الأرضَ أشـتَاتَاً إلـى أجَـلٍ
حَــتّـى يَـحـيـنَ لَـفـيفُ الـقَـومِ مِــن أَذَرِ

قـــالَ اسـكـنـوها بِــلا جــاهٍ و لا وَطَــنٌ
حُــقٌّـتْ مِـــنَ الـتِّـيـهِ أَزمـــانٌ لِـمُـحـتَقَرِ
ِ
لــو كــان بـالأَمـرِ مــا يُـفـضِي لِـمَـيسَرَةٍ
مـــــا خَــيَّــبَ الــــلّٰهُ أمــــالاً لِـمُـنـتَـظِرِ

لــكــن لِــرَبِّــكَ فــيـمـا شــــاءَ حِـكـمَـتُهُ
لَــمْ يَـكـتبِ الــلّٰهُ أوطـانَـاً إلــى الـغَـجَرِ

و الـيـومَ حــانَ و هــا قَـد دانَ مَـوعِدُنا
مــا أنْ يُــؤَذَّنَ فــي الـمَـسرَى لِـمُـستَحَرِ

مــا أَن نُـحـاقَ بِــذاكَ الـيَومِ مـا سَـلِمَتْ
رأسٌ مِـــنَ الــجَـزِّ حَـتّـى رَأسُ مُـسـتَتِرِ

جَــاءوا إلــى الـحَـتفِ إيـذانَـاً لِـقـاضِيَةٍ
جـيـئـوا لـفَـيـفَاً و مَـــا شَـــرٌ بِــلا شَــرَرِ

مِــنْ كُــلِّ فَــجِّ كَــأنَّ الـحَيضَ جـارِفُهُمْ
ِلِـيَـقـضِيَ الـــلّٰهُ فِـيـهِـمْ جُـمـعَـةَ الــوَتَـرِ

تــلــكَ الـمـشـيـئَةُ لا نَـــدري بِـحـكـمَتِها
لا يُــسـألُ الـــلّٰهُ فـــي خَــيـرٍ ولا ضَــرَرِ

بِـتـنَا عـلـى الـوَعـدِ مــا مَـلَّـتْ هَـمـائِمُنا
وَ نــاظِـرُ الـفَـجـرِ لا يَـغـفو مِــنَ الـسَّـهرِ

تَـغفو الـنُّجومُ و عـينُ الـحَـقِّ ما سَكَنتْ
أَيّــانَ يَـسـكُنُ مَــن عـانَـى مِـنَ الـضَجَرِ

سَـبـعـونَ عــامَـاً كـــأنَّ الأرضَ تَـلـفـظُنا
حـيـنَاً مِـنِ الـقَهرِ بَـينَ الـشَّمسِ و الـقَمَرِ

نَـستَعجِلُ الـضّوءَ فـي حِـلٍ إلـى غَـسَقٍ
وَ الـلَّـيلُ إذ حَــلَّ نَـرجـو سـاعَةَ الـسَّحَرِ

شَــوقـاً إلـــى الــحَـقِّ لا حــالٌ يُـجـانِبُنا
نَـستَمرِئُ الـرُّوحَ عَـن قَـلبٍ و عَـن بَـصَرِ

نَـرجـو مِــنَ الــلّٰهِ فـي سِـرٍّ و فـي عَـلَنٍ
أن لا يُــغَـيَّـبَ فــــي حِــــلٍّ و لا سَــفَــرِ

أحـصـافُنا الـيـوم إذ مــا شَــاخَ دَيـدَنُـها
لا تُــثــرِبُ الــــدَّرَّ آمــــالٌ عَــلــى كَــبَـرِ

مــا نـاءَنـا الـحِـملُ فــي شِــدٍّ و حـامِلُنا
فـــي عَـــودَةِ الــحَـقِّ إذعـــانٌ لِـمُـقتَدِرِ

هُـــمْ لــلأذيَّـةِ مـــا زَفَّـــتْ لَــهُـمْ سِــيَـرٌ
نَــصـرَاً ، و لا ذَكَـــرَتْ تــاريـخَ مُـنـتَـصِرِ

نَــحـنُ الــضَّـوارِبُ أَســيـافٌ وَ نـابِـضُها
إرثٌ مِنَ العَزمِ يُحيِي الرّوحَ في الحَجَرِ

و الــحَــمـدُ لِــــلّٰهِ أن بــاتَــتْ عَـزائِـمُـنـا
مُـذ حـافَها الـسَّيلُ لا تَـخشَى مِنَ المَطَرِ

فـيـنَا ذَوو الـبَـأسِ مــا جَـفَّـتْ مَـنابِعُــنا
أو عُــزَّ بـالـذِّكرِ مــا فــي ذِكـرِنـا الـعَـطِرِ

هٰذي الـدِّيـارُ دِيــارُ الـعُـربِ مــا خُـلِـقَتْ
يَــومَــاً لِـصِـهـيـونَ أو لــلـرُّومِ و الـتَّـتَـرِ

هٰذي فِـلِـسـطـينُ سُـكـنـانَـا و تَـسـكُـنُـنَا
الــقَـلـبُ فـيـهـا و فِـيـنَـا نِـعـمَـةُ الـنَّـظَـرِ

هٰذي لِــخـيـلانِ أَبــنـائِـي و يَـغـمُـرُونِـي
فَـيـضٌ مِــنَ الـفَـخرِ لا يُـؤتَـى لِـمُُـفتَخِرِ

هٰذي لأَبــنــاء عَــمّــي حــيــثُ مَـنـبـتُنا
جِـذرٌ عـلى الـنَّهرِ مِـنْ بـدوٍ و مـنْ حَضَرِ

نَــحـنُ الأُذيــنـانِ فــي قَـلـبٍ و مَـوئِـلُهُ
أرضٌ مِــنَ الـحَـفرِ حَـتَّى الـبَحرِ لَـمْ تَـبُرِ

مـــا رامَـنَـا الـحـالُ فــي كَــدٍّ و نـازِعُـنَا
مَــوتٌ عـلَـى الـحَـقِ لا عَـيـشٌ لِـمُنكَسِرِ

رَيَّـــانَـــةُ الـــشُّـــوقِ أرواحٌ و بــاعِـثُـنَـا
أن لا تَــطـيـلَ عَـلـيـنَـا فُـسـحَـةُ الــكَـدَرِ

يــا طـالِـبَ الـحَـقِّ لا تَــرجُ الـوَفَـا تَـرَفَـا
فَـالـعـدلُ لِـــلّٰهِ إذ لا عَــدلَ فــي الـبَـشَرِ

لا يَـعـبَـقُ الــزَّهـرُ فـــي أَرضٍ لِـغـاصِبِها
بَــلْ تَـعـبَقُ الـخَـوفَ أَنـفاسٌ مِـنَ الـزَّهَرِ

فـــالأرضُ تَـبـقَـى عَـلـى عَـهـدٍ بِـكـارِبِها
مَـهـمَـا تُـعـاصِرُ مِــنْ فِــدنٍ وَ مِــنْ بَــذَرِ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!