رسالة /بقلم : فاطمة الهندي

عزيزي …

أكتب الليلة إليك بجسدٍ منهك حرارته تتجاوز طاقتي ، وبكف يرتعش و عنق يلتاع بثقل جمجمتي وصليل الألم الذي يسري إليه من رأسي اللعين، لا أدري ما اللعنة التي حلت به ليصبح ملجأ صداع كهذا، لكني أشعر بالرضا لأننا نشترك في هذه الطحن المزمن الذي نتجشمه منذ أعوام كأنه سمة من سمات لحظات حبنا الأولى، يذكرني هذا الوجع بك على الرغم من أنني لم أغفل عن التفكير فيك ثانية إلا أن تفكير عن أخر يختلف كأن يكون صداعنا المشترك هذا ذكرى لأرهاقٍ جنيناه من ليلة حب شرسة..

لا أظن أنني أكتب الآن بوعيّ تام ولكنها فرصة لأجعل من ارتفاع حرارتي شماعة  أعلق عليها هلوساتي وكل ما أخشى قوله في حضرتك وحضرة جفاؤك.

يؤلمني أن الحياة ستمضي على هذا النحو وأنني لن أعانقك في ثمالتك كما اشتهيت أن أفعل مذ أول مرة رأيتك فيها مخمورًا تنزف كبريائك تحت شرفتي، مر وقت طويل على هذه الحادثة إلا أن هذا الوقت الطويل لم يكن كاف لأنتزاع رغبتي تلك بل ضاعف الزمن زهوها مثل طفل سليم يكبر.

بالمناسبة لا زلت كما أخبرتك سابقًا احملك في داخلي كما تحمل بكر قبلية سمعتها، لم افرط بثانية واحدة دون أن احترق بها بألسنة حبك ، لقد بذلت قصار عواطفي لأجلك ولست نادمة ولا اظنني سأفعل لأن هذا الحب صنع من عمري ايامًا ملحمية أدمنت عذابها فقط لأنه منك.

 

صباحك عافية قلبي. فجر اليوم وبينما اكتب هذه الرسالة سرقني السقم وخبئني تحت أنقاض النوم وكوابيسه، رأيتك حلمًا وحيد بين تلك الكوابيس المزعجة كنت تمسح عن وجهي ذلك العرق البارد وتخبرني بأن كل شيء سيصبح على مايرام كنت تكذب رغم صدقك لأنك قلت ذلك متأثرًا بنبيذك الإسباني أي جئتني ثملًا كما شئت أن ألقاك لكن لم أتمكن من احتضانك فقد استحلت الى دخان  أسود عندما أقبلت إليك لم ألمس منك سوى سرابك و هذا كان كابوسًا أكثر من كل الكوابيس…

اعتقد أن هذه التفاصيل ليست مجدية لتعيدك إليّ غير أنني لن أكف عن سردها و إرسالها لأشعر أنني على قيدك سيما في اللحظات التي انتظر فيها جَوابًا منك، لا تتوقف عن الكتابة لي متى ما فرغت حتى و إن كنت لا تملك ماتقول إكتب، اكتب لي عن تفاصيل يومك المملة، أفكارك السوداوية ، لحظات ضجرك، حتى لو شئت أن تحدثني عن شريكة ايامك سأقرأ ماتقول عنها بأهتمام وألم خفي لكن سأكون ممتنة لأنها جزء من حياتك تشاركك ما فشلت يومًا بالحصول عليه، قد تكون أجدر مني بك إلا أنني أكاد أقسم أنها لم تحبك بعنفوان قلبي وهذا عزائي الذي اعتز به دائمًا ….

الآن اسمح لي، سأغلق هاتفي  واذهب لأدع التبغ والبن يتراقصان في جوفي على أنغام نجاة الصغيرة وهي تغرد “كل دا وقلبي الي حبك لسى بيسميك حبيب…. ”

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!