بينما كانت تبحث بين أغراضها ، وجدت مفكرة صغيرة ، كانت تدوّن فيها بعض الخواطر التي تداعب خاطرها من حين لآخر ، قلّبت صفحاتها بحنو ، وبدأت بقراءة أسطر وقع عليها بصرها ( لدي قناعة بأن وجودك في هذه الحياة لحكمة بالغة ، يعجز البشر عن فهمها وكشف أسرارها ، لكن ما دمنا موجودين فوق سطح الأرض وتحت السماء ، فهناك دائما ما يستحق الحياة ، حياة بكل ما تحوي حروف الكلمة من معانٍ ، حياة وأيّ حياة ، وضع أهداف ومخططات ، هدف قريب وآخر بعيد ، اتباع الوسائل الشريفة لتحقيق أهدافك قريبة المدى ، كأن تنجح في امتحان الثانوية العامة ، أو تكمل تعليمك الجامعي ، أو تعمل في شركة مشهورة ، لا ريب أنّك ستواجه الصعوبات وتُبلَى بالعثرات والسقطات ، فلا تجري الرياح بما تشتهي السفن ، قد يعاكسك التيار كثيرا ومرارا ، يحاول كسر شراعك ، يحاول افتراس عزيمتك ، فلا تستكين ، قف بثبات كأشجارغابة معمّرة ، لا تبرح مكانها مهما اجتاحتها العواصف والأعاصير .
ثم تبدأ التفكير في أهدافك البعيدة ، كيف ستصل إلى القمّة ؟ كيف ستشكّل من أهدافك القصيرة القريبة حلقات ودرجات في سلّم يوصلك إلى هدفك الأسمى والأمثل ، كأن تكون كاتبا مشهورا ، أو مالكا لمشروعك الخاص في المجال الذي تحبّه ، أو بروفيسورا في علم انساني أو حيوي ، تستطيع بإرادتك وإصرارك تحقيق تلك الأهداف التي يراها البعض مستحيلة ولا يمكن تحقيقها .
وعندما تصل إلى القمّة لا تنسى من أسند ظهرك ، وقدّم لك دعما معنويّا كان بمثابة تلك الشرارة التي أضرمت نار الحماس والدافعية في نفسك ، ومن ارتسمت على مبسمه ابتسامة رضى وفخر عندما نظر إليك وقد حصدت ثمار جهدك واجتهادك ) .
آ