صابرحجازي يحاور الكاتب والاعلامي المغربي حسن سليماني

 آفاق  حرة 
 في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 102 )  ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
  س1-كيف تقدم نفسك للقراء
حسن سليماني ، كاتب مغربي وشبه مبتدئ في التوغل بعالم الاعلام الثقافي .
 س 2- إنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
لحد الان لي من الاعمال الصاردة :
– مراسم جنازتي (مجموعة قصصية)
– شظايا الأنين ( رواية)
-مارطا وشفيق “هاوية بدمع الصبابة”  (رواية)
– هواجس المعنى وأسئلة الهاجس  (أفوريزمات)
 س 3 – تمارس كتابة الرواية القصة القصيرة والكتابة الشذرية  والمقالات الأدبية، وكتابة أي جنس أدبي استلهاما وعقيدة، همة وتجربة، في أي جنس أدبي تجد  نفسك أكثر؟
سوف أكون غير صادق إن قلت لك أنني أرتاح في لحظات التعاطي لجنس إبداعي دون الآخر … وإلا لكنت قد ركنت له دون سواه ، أنا بكل صدق مشتت الهوى و الشغف بينهم و بهم جميعاً.
س4-  هل احترفت الكتابة، أم أنك تعتبر نفسك هاوي؟
أن أقول عن نفسي أنني قد احترفت الكتابة أمر يحتاج شيئاً من الزمن والكثير الكثير من العمل ، كما أنني إن قلت عن نفسي لا زلت هاوي ففي الأمر غير إنصاف للأنا بداخلي… يبقى أن أموقع نفسي في الوسط  و أترك للقارئ كل الأريحية في موقعتي .
س5 – هل لك أسلوب معين (طقوس ) تتبعه في كتاباتك؟
هو في الحقيقة أنا عاجز عن أن أمارس الكتابة في طقوس معينة كأن أجعل آخر الليل مرتعاً للأمر أو أن أختلي في مكتبي رفقة رزمة الأوراق وأكواب القهوة وذلك أنني لا أكتب سوى في حالات القلق و النفور والتشظي علّ الحرف يكون البلسم المداوي للتقرحات …. وفي العادة أمور كهذه تأتي على غفلة من الانتظار ، في الحافلة ،على طاولة بالمقهى رغم ضجيج الأنام ، وفي أماكن لا معدودة .
 س6 – ما اللغة او اللهجة  التي تفضلها، لغة السرد البسيطة دون تعقيدات، أم اللغة الادبية المكثفة –  ولماذا؟
قبل أن أجيبك ، وجب علي أن أخبرك أنني ابن أستاذ للغة الضاد ، الرجل أتاح لي الغوص في دهاليز اللغة بلا خوف فقد كان ولازال هو الدليل والدافع والمساند …. يعني أن له الفضل كل الفضل في عشقي للغة العربية والأدب بصفة عامة
أما بخصوص لغة السرد البسيطة فتعجبني ، لكن الملاحظ أن قلمي يجرني مجبراً للغة المكثفة …هي أمور ليس لنا عليها سلطان .
س 7 – على ماذا يتوقف نجاح الكاتب، على فلسفته ونظرته إلى الحياة، أم على أسلوبه وأدواته التي تخصه ، أم على موهبته؟
على ما أظن أن نجاح الكاتب يكون في محاولة التوفيق بين النقط الثلاث التي قلت يا سيدي ، الكتابة التي تعمر طويلا في الأذهان هي تلك التي تكون منبلجة عن فلسفة تجعل كتابة الكاتب خاصة بأسلوب يلبسها ثوب الرونقة … وهي أمور تحتاج حنكة وموهبة طبعاً.
 س 8 – أين تكمن روعة القصة او الرواية  الناجحة؟
 تكمن بالاساس ( حسب وجهة نظري طبعاً) في مدى قدرتها على احتواء الشغف –شغف القارئ- وجره لها بلا وعي منه .
الروعة في العادة تترجم على وجوه القراء .
س 9 – كيف تجد الرواية المغربية ، هل من تطورات طرأت عليها؟
بكل صدق ، حال الرواية المغربية الآن يبشر بالخير ويعطنا أملا أن الأقلام الروائية الحالية قادرة على أن تواصل الحفاظ على البريق الذي كرسه السلف شكري – زفزاف- ابن جلون … وغيرهم
نعم الرواية المغربية إن ما قورنت بالشرقية أو الغربية فهي لازالت شابة لكن هذا لا ينفي أنه قد أصبحت لدينا أقلام براقة تبارز وتتصدر المشهد العربي والعالمي .
س 10 – هل الكتابة الادبية  والانفتاح على العالم من خلال الشبكه العنكبوتيه – هل صنع تواصل بين المبدع والقراء     ؟
سوف نكون ناكرين للجميل إن قلنا ان وسائل التواصل لم تتح للمبدعين والقراء باحة إضافية تمكن من ربط الاتصال سواء بين الكتاب وقرائهم والقراء وجديد ما انتجه الكتاب … نعم وسائل التواصل إضافة أخرى لخدمة المبدعين والقراء على حد سواء .
 س 11- أنت قاص وروائي وكاتب متميز ولابد أن أسألك عن الكتابة  الادبية • هل هي قادره على التعبير عن تشابكات الحياة السياسية والاجتماعية وتعقيداتها؟
بدون تفكير سأجيبك بشكل اندفاعي وأقول لك : نعم، الكتابة الادبية قادرة على التعبير عن تشابكات الحياة السياسية والاجتماعية وتعقيداتها ، وكذا الدينية وغيرها … فالكتابة فعل صراخ بشكل ما ، بل أكثر من ذلك يمكن القول على أن هذا هو دورها الأساسي .
وهذا نموذج من كتاباتي
من مراسم جنازتي
…………………….
أتذكر كيف كنت أحس  وأنا بجوار والدي في تلك الأمسيات التي كان يفرط من انتباهه و هو يرخي السمع ليقطف مايلقيه سيد القصيدة كما كان يحلوا له نعته ، أما أنا فما كنت أحس بشيء غير القرف من كلام ينثره فاه بشكل يجعلني لا أستوعب غير ما كان رثاً من الكلمات .
ما كان يواسي غربتي عن ما أسمعه هو تلك الإيقاعات التي يحدثها عود صاحب الشعر المنسدل ، والذي عرفت بعدها أن اسمه (خليفة مارسيل ).
من كان يقول أن ذلك الصبي الذي كنته في ذلك الأمد والذي كنت أرتوي من القرف كلما سمعت شيئا من صوت الشعر قد يصبح مدمناً ويفوق أباه شغفاً بناسج الكلمات ذاك .
مكتبة أبي علمتني ما مهده لي فعله ، تسلقت باب الشغف وغرني النبش في كل ما غرني غلافه أو عنوانه ، والحق أقول  كنت ككل الصبيان ألعب ،أهرول بالجنون ، أقفز ان طاوعت المزاج .
كل هذا قبل أن يهديني أبي وعاءا أحتوي فيه روحي ، سلمني ديوان درويش محمود أو كما أمرني  بتلقيبه (سيد القصيدة).قصائد جعلتني أقامر بمنهجي في الحياة ،فأصبحت عصابياً حد الافراط ، أحن لكل الأشياء ، أسامح الأغيار ، وأهش بقلمي على كل مشاعري ….
  س 12 – الرواية – كيف تنظر إلى حضورها الان، هل ستبقى قادرة علي الاحتفاظ بالقارئ المثابر على القراءة التي قد تمتد لأيام؟
على ما أظن أن جنس الرواية قادر على الاحتفاظ بإشعاعه لأمد ليس بالهين ، يكفي أن ينظر الواحد منا للمبيعات بمعارض الكتاب ليجد لمن السيادة في المبيعات ، والمبيعات طبعا اعتى برهان أنها الجنس الابداعي الأكثر تفضيلا عند القراء … هذا إن لم يخنا الحدس ، فقد قيل عن الشعر في زمن مضى ما نقوله الآن عن الرواية .
  س 13 – من أين تأتي بمواضيع وشخصيات وأبطال أعمالك الأدبية، من البيئة المحيطة بك أم من الخيال؟
أنا في العادة أكتب من الواقع و إلى الواقع بمساعدة الواقع المعاش ، لكنني أنهل من الخيال ما استطعت للأمر سبيلاً .
 س 14 – الحركة الثقافية في المغرب الان ، كيف تقيمها في الوقت الحاضر، هل تسير إلى الأمام، هل هي في تطور، أم العكس هو الصحيح؟
الحركة الثقافية في المغرب شأنها شأن كل البلدان العربية تقاوم … والأمل قائم .
ما نحتاجه هو تضافر الجهود .
س 15 – في رايك ماهو  حال حركة النقد في المغرب ؟
حال النقد بالمغرب جد مطمئن.. الشاهد على القول هو الحضور البارز للنقاد المغاربة بالساحة العربية وحصولهم على جوائز رفيعة .
فبعد محطة الاقلاع النقدي الحداثي بالمغرب بسبعينيات القرن الماضي (كما يقول الناقد المغربي الكبير نجيب العوفي) كان  مُنطلق الأوراش النقدية المفتوحة على المناهج والنظريات الغربية الحديثة، خاصة منها، البنيوية، والبنيوية التكوينية، والألسنية، والسيميائية، والإحصائية، والتيماتيكية.. هذا إلى نظريات التلقي وعلم النص… أمور كانت محتمة ليصير المغرب محطة إشعاع نقدي…. و أتمنى أن لا يخفت يوماً.
س 16 – بصفة ان حضرتك كاتب وصحافي –
 معد ومقدم برنامج ( في ضيافة كتاب) على قناة campus Maroc tv
     هل الاعلام يعطي المبدع حقه بتسليط الاضواء عليه والأخذ بيده حتي يظهر للجمهور؟-
… إذا رغبت في شيء فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك، هذا ما قاله جلال الدين الرومي .
و مبتغاي من وراء برنامج (في ضيافة كتاب ) لم يكن هو تسليط الاضواء بقدر ماكان إعادة الاعتبار للكتاب في زمن هجر فيه وتضاءلت نسبة القراء بشكل مرعب ومخيف .
  س 17 – أخيرا لك حرية الكلام، قول ما شئت ولمن شئت؟
الأريج والشكر لك ألاستاذ الاديب المصري صابرحجازي على هذا الحوار الأنيق أناقة حسكم البهي لك ولكل قرائك ومتتبعيك. وكالعادة ، لكل من مرّ من هنا (لا تنسوا أن القراءة فعل حياة)

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!