حينما تتشابه أهداف الإعلام وخدمة المطاعم/بقلم الشاعرة فابيولا بدوي

 

لا يعني حديثنا عن الموسيقى أننا نعيش في كوكب آخر، ولا نشعر بالمعاناة اليومية لأغلبية مواطني منطقتنا على اختلاف المشكلات والأوجاع. بل نقصد هنا الذوق العام وحالة القصور في الارتقاء به، والحجج الجاهزة حول ميول الناس أو إيقاع الحياة السريع وحظوظ التكنولوجيا الأوفر، أو أن زمن الإنصات والفرز والالتفاف حول كل ما هو جميل قد ولّى، إلى آخر العبارات المكررة المتحولة التي يتم تبادلها بشكل سلس.
لكننا بعودة ذهنية للوراء سنجد أن الأغنية والموسيقى كان لهما مكان في حياتنا، تمكن من حمايتنا من الكثير من الانزلاقات. ففي التلفزيون المصري على سبيل المثال، كان هناك برنامج أسبوعي للموسيقى العربية، وآخر لعرض الأفلام الحائزة على الأوسكار، وثالث مخصص للأفلام الأجنبية المميزة، ورابع يحمل اسم فن الباليه، ومن لم يعاصر هذه البرامج سمع عنها أو رأى حلقات منها في فترة ما. كل هذا اندثر تماماً مع الاكتفاء بما يطلبه المشاهدون أو ما سيرضيه.
جميل أن نتماشى مع ما يرضي المشاهد، لكن الأجمل هو دعمه بما يربي الأذواق والإحساس والشعور بالجمال، ويمثل إضافة خصوصاً للأجيال الشابة. لكن هذا بعيد عن الواقع، فحينما يكون المعيار الوحيد هو قدرة البرنامج على جلب إعلانات، فلابد أن يتجه الإعلام نحو تقديم ما هو مطلوب فقط، فيبدو في نهاية الأمر أقرب إلى خدمة المطاعم لا أكثر ولا أقل.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!