غاٌة التوظٌف التراثً واألسطوري فً النص الشعري 

بقلـــــم : صالح أبوشادي

دراسة تحلٌلة فً لصٌدة إٌثاكا للشاعرة منال الشربٌنً  

َذلن لم من

التراث : ٌُعد التراث بمثابة النبع الفٌاض الذي ٌرده الشعراء المعاصرون لٌذودوا من فٌضه .و به رحابة وؼزارة وؼنى وثراء داللة ومعان تسهم بشكل كبٌر فً صناعة لوالب شعرٌة وفنٌة ،التً ٌمكن ان  تضفً جماال وأصالة على النص الشعري ،وما به من تدفك تعبٌري ٌسهل معه توظٌؾ المماصد . كذلن ”  ٌعد التراث منجم طالات إٌحائٌة ال ٌنفد لها عطاء ، فعناصره ومعطٌاته لها من المدرة على اإلٌحاء بمشاعر

الن معطٌاته

)1 *)تنفذ ولدرة على التؤثٌر فً النفس البشرٌة ، ما لٌس ألي معطٌات أخرى ٌستؽلها الشاعر”

التراثٌة تبمى لابعة بوجدان الناس وتكسوها بثوبا لدسٌا .كما للتراث محاور ٌدوربفلكها وجودا وعدما متمثلة  فً مصادره الخمسة الرئٌسٌة ،وحرٌا بنا إبرازها ، حٌث أشتمل النص على عدة محاور جوهرٌة منها ما  هو ” المرآن الكرٌم, التراث الثمافً ، األسطورة والشخصٌات التراثٌة التارٌخٌة ، وهً شخصٌات ورموز  ال تجترها الشاعرة تكرارا ،أنما أعادت لراءاتها وفما للمتؽٌرات والمماصد التً أسست علٌها النص ووفما  لممتضى الضرورة والمعاٌٌر. كما أن توظٌؾ التراث فً الشعر العربً المعاصرٌعتمد بالضرورة على  مطالعة ولراءة الموروث الثمافً والتارٌخً والحضاري بتعمك ،حتى ٌتسنى للشاعر ان ٌمٌم رابطا  موضوعٌا بٌن الماضً والحاضر رابطا تسلسلٌا ، دون تمٌد أو إجترار بال جدوى .انما على الشاعر الذي  ٌعمد إلى توظٌؾ التراث أن ٌعبربه وٌعبر معه عن رإٌته وفلسفته التً ٌصدرها للمارئ ومضامٌن لصده  بصورة فنٌة مؽاٌرة ، بٌد ان تعامل الشاعر مع التراث أو األساطٌر ال ٌعنً نمله كما هو ، إال ان التعامل  الحمٌمً ٌتمثل فً توظٌؾ معطٌات الشخصٌات التراثٌة والتارٌخٌة وخلك مدلول جدٌد له ٌبدعه الشاعر وفما  للسٌاق المراد إبرازه . كما ٌختلؾ التوظٌؾ التراثً داخل المصٌدة تبعا للسٌاق والرإٌا العامة ، وحسب  الممام إٌضا حٌث ٌسترفد الشاعر وٌستمً منه ما ٌخدم رإٌاه ورإٌته .لذلن سعى الشعراء المحدثون لمراءة  التراث بكل مشخصاته ووالعه ،كً ٌكشؾ كنوزه وٌوجٌه األنظار إلى ما فٌه من لٌم فكرٌة وروحٌة وفنٌة

كما أدرن الشعراء ” أنه ال نجاة لشعرنا من الهوة التً إنحدرت إلٌها بؽٌر

(2 ) صالحة للبماء واالستمرار”

كون التراث األدبً ٌمثل خالصة تجارب أجٌال متتابعة من الشعراء والفالسفة

(3 ) ربطه بتراثه العرٌك ”

والحكماء . ولمد كان للدكتور على زاٌد العشري لولة بلٌؽة فً أهمٌة توظٌؾ الشخصٌة التراثٌة فً الشعر  المعاصر وهً : ” ٌعد أدرن الشاعر المعاصربؤنه باستؽالله هذه اإلمكانات ٌكون لد وصل تجربته بمعٌن ال  ٌنضب من المدرة على اإلٌحاء والتؤثٌر ،وذلن ألن المعطٌات التراثٌة تكتسب لونا خاصا من المداسة فً نفوس  األمة ونوعا من اللصوق بوجدانها ، لما للتراث من حضور حً ودائم فً وجدان األمة ، والشاعر حٌن ٌتوسل  إلى الوصول إلى وجدان أمته بطرٌك توظٌفه لبعض ممومات تراثها ٌكون لد توسل إلٌه بؤلوى الوسائل تؤثٌرا  *)علٌه ”

. وكل معطى من معطٌات التراث ٌرتبط دائما فً وجدان األمة بمٌم روحٌة وفكرٌة معٌنة ،بحٌث  ٌكفً استدعاء هذا المعطى أو ذان من معطٌات التراث إلثارة كل اإلٌحاءات

 

(4)

1 – د. على عشري زاٌد – إستدعاء الشخصٌات التراثٌة فً الشعر العربً المعاصر – الطبعة الثانٌة 1991 – دار الفكر العربً

2 -عز الدٌن اسماعٌل – الشعر العربً المعاصر لضاٌاه وظواهره الفنٌة والمعنوٌة .

3 -علً عشري زاٌد – المصدر السابك 4 -نفس المصدر

والدالالت التً ارتبطت بخاطر السامع تلمائٌا ، فلٌس ؼرٌبا إذن ” أن نجد الشاعر ٌفسح المجال فً  لصٌدته لألصوات التً تتجاوب معه ، والتً مرت ذات ٌوم بنفس التجربة وعنتها كما عناها الشاعر نفسه. ووفما لما سبك ، ٌجدربنا الولوؾ على دواعً إستحضار الرمز االسطوري وضرورة استدعاء الشخصٌة  التراثٌة عند الشاعرة منال الشربٌنً ،كذلن جمالٌات العنصر األسطوري داخل المصٌدة وما له من داللة مع

تحلٌل الرابطة السببٌة والؽاٌة من إستدعاء هذه الرموز والشخصٌات التراثٌة ، كون الشاعرة عمدت إلى ا بما بثته فٌه من طالات روحٌة تؤصٌل وتوثٌك مماصدها الشعرٌة من زاوٌة فنٌة جعلت لالب النص نابض

وإٌحائٌة خاللة ، أستطاعت من خالل هذه الطالة مخاطبة تلن الشخصٌات ،ولد أتخذت منال الشربٌنً من  هذه الشخصٌات أصواتا أستطاعت أن تعبر من خاللها عن مدى حزنها وتؤففها لحال الوطن العربً .

ثانٌا األسطورة : كما أنه حري بنا أن نلمً الضوء على األسطورة التً بات لها أثر كبٌر ودورهام عند  الشعراء واألدباء فً التعبٌر عن آالم وآمال األنسان المعاصر بشكل عام وعند العرب بشكل خاص .تلن اآلالم  واآلمانً المرجوه التً ٌعجز التصرٌح بها مباشرة خشٌة البطش او التنكٌل فؤودع الشاعر آماله وآالمه داخل  جعبة األساطٌر وافرغ من خاللها فلسفته وأفكاره خالما حلمة ربط بٌن الحاضر والماضً إلستشراؾ المستمبل  أو ُمحدثا بها ثورة على حاضره البائس هذا من جهة ، ومن جهة آخرى ربط السابك بالالحك مع اإللرار  لاللدمٌن بما لهم وما علٌهم ، وبهذا تظل األسطورة سواء كانت تارٌخٌة أو دٌنٌة أو تراثٌة نهال ال ٌنضب ٌنهل

منه الشارد والوارد متى شاء ،فاألسطورة هً ظاهرة إنسانٌة عامة ٌلحظ المرء تجلٌها فً جل ثمافات المدامى والمحدثٌن وٌمكن المول أٌضا ” أن الذاكرة اإلنسانٌة هً أم األساطٌر التى عاشتها اإلنسانٌة منذ المدم ، وإلى  *)عصرنا هذا ،بل لعلها فً إطار هذه الحضارة المعاصرة أكثر فاعلٌة ونشاط منها فً عصور مضت ”

(1)

وبرؼم ما لألسطورة من تؤثٌر ومكانة عظٌمة عند ال ُكتاب والمفكرٌن والشعراء إال انه ” لم ٌتفك الباحثون  والدارسون على تعرٌؾ أعم وأشمل لألسطورة ، وٌرجى هذا لما فً األسطورة من خرافات كذلن البطوالت  الشعبٌة التراثٌة، ٌصعب معها تحدٌد الوالعً من الخرافً والخلط بٌن التراث التارٌخً الصحٌح وبٌن  *)المٌثولوجٌا ”

.وباإلضافة إلى التراث الدٌنً والذي ٌنظر إلٌه بنظرة األساطٌر عند المدارس النمدٌة الؽربٌة

)2

برؼم ان التراث الدٌنً تارٌخ عظٌم وممدس عند معتنمٌه كال على دٌنه . واالن علٌنا تطبٌك ألٌات النمد والتحلٌل  فً توظٌؾ الرمز االسطوري وتوظٌؾ الرمز التراثً على هذا النص، مع تبٌان أسباب استدعاء األسطورة فً  شعر منال الشربٌنً، باإلضافة إلى جمالٌات استخدامها لرمزٌة األسطورة وكٌفٌة تطوٌعها وفك رإاها .

رغٍٝ اٌعٕظش األعطٛسٞ فٟ شعش ِٕبي اٌششث١ٕٟ ثظٛسح غ١ش رظش٠ؾ١خ ٌٍشخظ١خ اٌّخبطجخ ٚرٌه ِٓ  خالي عٕٛاْ اٌمظ١ذح ” إٚثاكا ” ؽ١ش ٠ش١ش اٌعٕٛاْ ثشىً ِجبشش ئٌٝ ٚاؽخ ئ٠ضبوب اٌزٟ روش٘ب ِ٘ٛ١شٚط فٟ  ٍِؾّخ األٚد٠غخ ٚاإلٌ١برح اٌ١ٔٛبٔ١خ ، ٚاٌزٟ ٟ٘ ِٛطٓ اٌجطً األعطٛسٞ أٚد٠غ١ٛط أٚ ئٌ١ٛط . طبؽت

خذعخ ؽظبْ طشٚادح اٌشٙ١ش . ٚأٙب ارخزد ِٓ اٌٍّؾّخ اإلغش٠م١خ ث١ئخ ٚاسضب رؾبوٟ ثٙب اٌٍّؾّخ اٌعشث١خ اٌّعبطشح اٌزٟ رمَٛ أؽذاصٙب عٍٝ أسع اٌعشة ٚفٍغط١ٚ ٓثالد اٌشبَ .اٌزعج١ش عٓ اٌغضت ٚاٌزّشد ٚرّٕؾٗ  ِعٕٝ أخش ٚٔضؽب ِغب١٠شا ، وّب اْ اعزذعبء ٘زٖ اٌشخظ١خ ثبإل٠ؾبء ٚاٌّىبٔ١خ األعطٛس٠خ عٕذ اٌششث١ٕٟ عبء  ٍْ ِب ث١ ٓاٌغضت اٌضبئش،ٚاٌشصبء ٚاإلعزغبصخ ٚاإلعزششاف .عٍٝ شىً سعبئً رؾًّ ث١ ٓط١برٙب أثعبدا ِٚعب

1-ػثذ انُاصش دسٍ دمحم – انذة ػُذ سٔاد انشؼش انجذٚذ سيٕصِ ٔدالنرّ

2 -ػثذ انشاصق صانخ – االسطٕسج فٙ انشؼش – غثؼح ديشك 2002-

وّب طذؽذ ِٕبي ثظشخخ أٔضٛ٠خ ثظٛد اٌّشاح اٌعشث١خ اٌؾشح اٌزٟ خٍذ أٚطبٔٙب ِٓ اٌجطٌٛخ ٚاٌشعبي فىبْ ِٕٙب أْ رغزٕغذ ثأثطبي ٚسِٛص ربس٠خ١خ ٌٙب شأْ وج١ش ٚربس٠خ ِعٍَٛ ،أعزظشخزُٙ اٌشبعشح فٟ أع ٍف ٚؽٕك عٍٝ ِب آٌذ ئٌ١ ٗأؽٛاي األِخ اٌعشث١خ ٚاإلعالِ١خ ِٓ ئضّؾالي ٚئٔىغبس شذ٠ذ٠ٔ ِٓٚ . ٓبؽ١خ أخشٜ رعجش ثظٛد ٌٚغبْ اٌّشاح اٌعشث١خ ِإوذح ِذٜ اٌضشساٌزٞ ٚلع عٍ١ٙب ِٓ عشاء اٌؾشٚة ٚاٌشمبق داخً  اٌجالد اٌعشث١خ ِٚب رزعشع ٌٗ اٌّشاح ِٓ اغزظبة ٚلٙش ٚعجٟ ٚئ٘بٔخ ٘ٓ ٚأطفبٌٙٓ . ٌُٚ رىٓ اثٕخ اٌششث١ٕٟ

أٌٚٝ اٌٍٛارٟ اعززٕغذْ ثشِٛص رشاص١خ ٚثطٌٛ١خ ِٓ شبعشاد اٌؾذاصخ ثً وبٔذ فذٜٚ طٛلبْ طبؽجخ أشذ  * )اٌظشخبد ٚأشٙش٘ب .ؽ١ ٓوزجذ لظ١ذرٙب اٌشٙ١شح ) آْاخ أياو شثان انرصاسٚخ ػُذ جسش انُثٙ (

ئال اْ

)1

فذٜٚ طٛلبْ وبٔذ رطٍك آ٘بد ٚصفشاد غضت عبسِخ أعغذ ثٙب عٕجبد اٌمظ١ذح ، ٚلذ أعّعذ آ٘برٙب أسوبْ  اٌعبٌُ وٍٗ، رٌه ؽ١ ٓرعشضذ ٌإل٘بٔخ ِٓ عٕٛد اٌظٙب٠ٕخ أِبَ شجبن اٌزظبس٠ؼ ئر ئٔجشٜ عٕذٞ طٙ١ٟٔٛ ٠مٛي  ثظٍف ٚئشّئضاص” ػشب ، فٕظٗ ، كالب ” فأٔفغشد آ٘برٙب فذٜٚ طٛلبْ اٌضأئشح اٌغبضجخ ٚآٖ ِعزظّبٖ

(ػشب،فٕظٗ،كالب)!

آِ، ٔايؼرصًاِ!

آِ ٚا ثؤس انؼشٛشِ.

المعتصم باهلل

استغاثت فدوى طولان بالخلٌفة المعتصم كما أستنجدته المراة العربٌة التى سباها الروم ،حٌن أستصرخته  ) وآه معتصماه ( فما كان جواب الخلٌفة العباسً المعتصم باهلل بمولته الشهٌرة ” لبيك لبيك يا أمراة ” ولد  جٌش ألجل هذه المراة العربٌة جٌش جرار لنجدتها وتحرٌرها ،وفتحت بالد منها عمورٌة الوالعة فً أسٌا  ُ الصغرى وفتح بالد خر

 

أاً

 

*)2(

 

كذلن أستدعت طولان من التراث العربً شخصٌة البراق وابنة عمه إذ لالت :

 

كم يا أيهكّ انٕٛو اَرظاس..

 

يشؽ انجالد جشدٙ فٙ انشغاو..

 

نٛد نهثشاق ػُٛا ..

 

آ ٍِ ٚا رل اإلساس..

 

البراق بن ربيعه

 

لم ٌكن الخلٌفة المعتصم باهلل من الشخصٌات التراثٌة والتارٌخٌة الوحٌدة التً أستنجدتها فــدوى طولان فً  ذات النص ،بل استحضرت شخصٌة ” البراق ” البطل الشجاع وابن عم وزوج “لٌلى العفٌفٌة ” المراة  *)العربٌة الحرة التى اختطفت وخلصها من األسر ، فما كان منها ان لالت ” لٌت للبــراق عٌنا ”

 

 

هكذا كان

 

)3

 

 

 

 

نــداء فــدوى طــولان حٌن أستغاثت البراق كً ٌرى وٌسمع كٌف تهان المراة العربٌة لملة الرجال واألبطال  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -لصٌدة ) آهات أمام شبان التصارٌح عند جسرالنبً ( األعمال الكاملة للشاعرة – فدوي طولان

 

2 -تحمٌك الدكتور :أحمد الحوفً – كتاب البطوالت واألبطال

 

ٌْلى بنت لكٌز بن مّرة بن أسد العَِفٌفَة )ت. نحو 144 ق هـ / 483 م( شاعرة عربٌة جاهلٌة – من لبٌلة ربٌعة بن نزار وهً ابنة عم البراق بن روحان وزوجته .3-لَ

 

أنف ))ُْذ(( ذذد جهذ٘..

 

جٕع دمذ٘..

 

فاغ ُش فاِ،سٕٖ أكثادْى ال…

 

هند بنت عتبه

 

ٚاِب عٓ اٌشخظ١خ اٌزشاص١خ االوضش ششاعخ ٚأشذ غضجب رٍه اٌشخظ١خ اٌزٟ رمّظزٙب فذٜٚ طٛلبْ ٚضّٕٙب  إٌض ٚ٘ـٟ اٌعٕظش إٌغبئٟ األشٙـشفـٟ اٌؾـشٚة اإلعــالِ١خ ” ٕ٘ـذ ثٕذ عزجـٗ ” اٌزٝ ٌمجـذ- تآكـهح أكثــاد  انشجال – فٟ لظخ أٔزمبِٙب ِـٓ أعذ هللا” ؽّضح ثٓ عجذ اٌّطٍت ” اٌظؾبثٟ اٌغٍ١ ًسضٟ هللا عٕٗ عُ سعٛي  هللا طٍٛاد هللا ٚعالِٗ عٍ١ . ٗعجشد طٛلبْ عٓ صٛسرٙب ٚغضجٙب ٚرٛلٙب ٌإلٔزمبــُ ِٓ خـالي أعزذعبئٙب ٌٙزٖ

 

اٌشخظ١خ اٌزشاص١خ ٚاٌذ٠ٕ١خ رؾذ٠ذا وٛٔٙب سِض أٔضٛٞ ٌإلٔزمبَ ، ٚلذ ٚظفزٙب ٌٍزعج١ش عٓ ِمبطذ٘ب . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ٌٚ١ظ غش٠جب أْ ٔغذ اٌشبعشاٌعشثٟ اٌّعبطش ٠فغؼ اٌّغبي فٟ لظبئذٖ ٌٍّعط١بد اٌزشاص١خ اٌزٝ رزغبٚة ِعٗ  أٞ اْ رٛظ١ف اٌزشاس ٚشخظ١بد اٌزشاس فٟ اٌشعش اٌعشثٟ اٌؾذ٠ش ، ٠عٕٝ اعزخذاِٙب دالٌ١ب ٌخٍك أثعبد  فٍغف١خ ٚرٛظ١ف١خ رزغك ِع ِشاد اٌشبعش . ِٚٓ ٕ٘ب ٚثعذ ِب أعزعشضٕب آ٘بد فذٜٚ طٛلبْ اٌزٟ وبْ ٌٗ دٚٞ  ٚ٘ذ٠ش أعّعذ ثٗ آرأب عشث١خ ِٛلٛسح ،ٚوُ عبٔذ ؽ١بح اٌّشاح اٌعشث١خ اٌؾشح فٟ ظً اإلؽزالي اٌظٙ١ٟٔٛ.

 

ٚئْ وبٔذ ِٕبي اٌششث١ٕٟ رعشة ثأٔٙب األِزذاد األلشة ٌٕٙظ فذٜٚ طٛلبْ ثشأْ لض١خ اٌىشاِخ ٚ سعبٌخ اٌّشاح  اٌعشث١خ ، ٚرٌه ٌٍّبـضٍخ ٚاٌّمبسثخ اٌفىـش٠خ ٚٚؽــذح اٌمض١خ ث١ّٕٙب ٚث١٘ ِٓ ٓــٓ عٍٝ دسة اٌؾـش٠خ ٚاٌىشاِخ ٠غْ١ش ْ ، فىـبْ ٌٍششث١ٕٟ صفــشاد طٛر١خ ٚأعزغبصبد ِـشعٍخ ٚأعزذعبءاد رشاص١خ ٚصمبف١خ ٚربس٠خ١خ ، وّب أْ

 

 

ب اعزٍٙذ ثٗ اٌشبعشح لظ١ذرٙب ِٚب عٛف ٔغزعشضٗ ِٓ خالي اٌّمبطع اٌزبٌ١خ :

 

ا ِؾٛس٠ٌ ألعطٛسح دٚس

 

 

وزجذ سعبٌزٙب األٌٚٝ رجىٟ اٌشبَ لبئٍخ :

 

رسالة ” إٌثـاكـا ”

 

“ل”إٚثاكا ”

 

كم يا فمذ انشآو

 

َٖيٍ تَ َكاسا ِخ انؼَزاس

 

ْةٔيٍ َػُالٛذ انْؼَُُ

 

ِكنٓا َف ُس سائذ ِح انًشاَِ

 

َٔف ُس ذٕاتٛد ان ِخ َشب

 

فمن فً الوالفٌن ببابن

 

ٌنكر أنن

 

للخلدجنةً

 

من عجبًوواحة …

 

ال عجبب أن البوطن عنبد الشباعر ؼٌبر محبدود، لبذلن لبد ٌبرتبط وجبدان الشباعر مبع بعبض األمباكن ببرابط  إٌجابً ٌنتج عنه تشكٌال فنٌبا وجمالٌبا ٌسبهم بشبكل رئبٌس فبً بنباء البنص الشبعري ، ولبد ٌكبون هبذا المكبان

 

الخٌالً مجرد مإشر مإلما حٌن ٌرثً وطنه الحمٌمً مشبها إٌباه بجنبة ع علبى األرض، بعبد مبا تحبول إلبى  جحٌم مستعر.ولكً تبتم هبذه الممارنبة والمشبابهة وفبك معباٌٌر داللٌبة بعٌنهبا ،عمبدت الشباعرة لاشبارة إلبى  ملحمة اإللٌاذة واألودٌسة كً تحاكً جمال الشام وسبحره بتلبن المدٌنبة األسبطورٌة إٌثاكبـا ،ومبن هنبا كبان  للشام الوطن الجرٌح عمٌك األثر على وجدان ونفس منال الشربٌنً ،إذ ٌتضح للمبارئ مبدى حزنهبا علبى مبا  أضحى علٌه الحال ،وإن كان تؤسفها وادعاءها للرمزٌة الجؽرافٌة األسطورٌة التً أسبتوحتها مبن ثمافتهبا مبا  كان إال حبا وحنانا وتعظٌما لمنزلة الوطن الجرٌح .كما ٌتضح لنا بُعدا أخـر ؼٌر الداللة الجمالٌة التً خلمتها  الشاعرة من خالل واحة خٌالٌة ،بل أشارت بصورة ؼٌر مباشبرة للبطبل األسبطوري أولبٌس أو أودٌسبٌوس

 

ملن إٌثاكا ، وصاحب فكرة حصان طروادة ،الذي تؽرب عنها سنوات طبوال ولبد تكالبب علبً واحبة إٌثاكبا  الطامعٌن . كما هو الحال فً سورٌا وفلسطٌن ،ومن هنا ٌتضح للمتلمً أن الممارنة التً انشؤتها الشربٌنً لد  ألامتها على بعدٌن ، األول هبو العاللبة الجمالٌبة المشبتركة التبً كانبت الشبام علٌهبا فبً السبابك ، وامبا البعبد  الثانً إنعدام الرموز والشخصٌات البطولٌة فً الولت الراهن مما تسبب فً ضٌاع األوطبان ، فب ن الشباعرة  تنتظر من ٌخرج األوطان العربٌة عامبة والشبامٌة خاصبة مبن الظلمبات إلبً النبور .فكبان البطبل المنتظبر عنبد  وحسرة علبى الجنبا عربٌب ة ن ا الشربٌنً هو بمثابة أودٌسٌوس دون التصرٌح به وان مفاد رسالتها ما كان إال تؤسف اصبببببببببببببببحت خاوٌببببببببببببببة علببببببببببببببى عروشببببببببببببببها مسببببببببببببببتباحة فٌهببببببببببببببا اعببببببببببببببراض النسبببببببببببببباء .

 

رسالة “حنظلة ”

 

“و “ل حنظلة”

 

أل ُف نشٌٍد من غض ْب

 

الموتىولً ساحةُ

 

وما أ ْسفَر الطوفا ُن عْنهُ

 

ْبمن َشغَولً آٌةٌ

 

فمن فً العابرٌ َن

 

ٌُ ْعِل ُن أنَّن

 

تمشً وحٌ ًدا

 

بٌن َخرابا ِت العرب؟

 

خاطبت منال الشربٌنً شخصٌة الرسام ” ناجً العلً ” من خالل شخصٌة ” حنظلة ” تلن الشخصٌة  الكارٌكاتٌرٌة المإثرة التً إبتكارها رسام الكارٌكاتٌر الفلسطٌنً العبمري ” ناجً العلً ” عام 1191 م  التً ابتدعها المناضل الفلسطٌنً ” ناجً العلً كً ٌسخر فٌها من ساسة ولادة األمة العربٌة .وكانت  لشخصٌة ” حنظلة ” أٌمونة ؼضب الذعة وظفها ناجً العلً لكً تكون لسان حال األمة العربٌة ، وأٌضا  كان بولا صامتا رالٌا وسالحا لم ٌستطعه الؽٌر فً التعبٌر عن الؽضب ،وفضح األكاذٌب وال سٌما التواطإ  وخٌانة الساسة العرب للمضٌة الفلسطنٌة ، ولد لال عنه رسام الكارٌكاتٌر األمرٌكً الشهٌر ” جو ساكو ”  كانت انتماداته الالذعة موحٌة سٌاسٌا بشدة إال ان حنظلة هو الذي ٌعطٌها بعدا شخصٌا لدى ناجً العلً . حنظلة شخصٌة تحمل أوجاع الوطن وآالم العروبة ، جمعها العلً فً شخصٌة طفل فلسطٌنً لم ٌتجاوز  *)سنواته العشر ؼاضب ٌدٌر ظهرللجمهور مكتوؾ الٌدٌن خلؾ ظهره ٌمشً بٌن البالد العربٌة .

 

)1

 

 

 

توظٌف التراث :

 

إن رإٌة منال الشربٌنً فً إستـدعاء شخصٌة حنظلة لم تمؾ عند اتخاذ تلن الشخصٌة أٌمونة للتعبٌر عــن  ؼضبها فحسب ،انما أحدثت إستحضارا فنٌا لد أفاد ممصدها فً توظٌؾ الشخصٌة الخٌالٌة “حنظلة ”  ب تخاذها أنموذجا للؽضب واألحتذاء به والرفض ، واما عــن الموضوعٌة والتواصل الفكري بٌن التراث  المتمثل فً شخصٌة الرسام صاحب رسالة الحرٌة لفلسطٌن والــكرامة للوطن العربً والحداثة فلم تتبدل  كثٌرا مؤسـاة ومعاناة األمة العربٌة عما كان الحال علٌه إبان زمن ناجً العلً إال ان األخٌر كان ٌناضل  وٌؽضب وٌثور من اجل لضٌة بالده وعروبته ، أما اآلن باتت األمة تفتمد الؽاضبٌن والثائرٌن ، فكانت

 

رسالتها الثانٌة لمن كان الؽضب أٌمونة تتحرن وتنطك صمتا رالٌا الذعا وإن كانت ؼاٌة الشاعرة توظٌؾ  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -ناجً العلً –فنان ورسام كارٌكاتٌر – للسطٌنً الجنسٌة ولد فً لرٌة الشجرة – الجلٌل عام 1331 وتم أؼتٌاله فً 22ٌ ولٌو 1393 – المصدر وثائمً لوحات

 

ناجً العلً

 

الرموز التراثٌة ،واستدعاء شخصٌات بعٌنها تتسك مع رإٌتها ومضامٌن لضٌتها الشعرٌة التنورٌة الموروثة  ممن حملها النص من الرموز المختارة ، كذلن ربط العاللات الموضوعٌة بٌن الحاضر والماضً ربطا  كلٌا بال تمٌد ، ولد أتخذته رمزا افتمرت إلٌه كثٌرا األمة العربٌة عامة والفلسطٌنٌة خاصة ، وبما أن الشاعرة  سعت إلى توظٌؾ التراث داخل بنٌة النص الشعري ما كان إال لخلك نوع من التواصل الفكري تربطهما  منهجٌة واحدة ورإٌة فكرٌة مشتركة ، وان الؽاٌة من هذا التوظٌؾ واإلستدعاء التراثً هو تحمٌك مرادا إستـداللٌا لدي الشاعرة ، لائما على فهم الماضً ولـراءة الحاضر وإستشراؾ المستمبل . كما ترى الشربٌنً  ٌمٌنا أن الؽضب والرفض ألل ما ٌجب على األمة العربٌة أن تفعله ،بما أنه بات شحٌحا فً حاضرنا  المإسؾ . ولد أجادت الشاعرة أٌضا فً أستخدام معطٌات ومكنون الشخصٌة التً استحضرتها ، كذلن  ُحسن توظٌفها للرمز الخٌالً حنظلة . الذي صدره لنا ناجً العلً لسنوات طوال. حٌن رأته منال الشربٌنً  ٌمشً وحٌدا بٌن خرابات العرب . أي ان األمة لد تحولت من جنان وأرض مزهرة تنبت األبطال إلى  خرابات تنبت أشباه الرجال وٌسٌر وسطها الطفل الؽاضب حنظلة، ترافك طٌفه منال الشربٌنً كً تضع  إكلٌال من الورد على نصب تذكاري لم تمٌمه العرب للشهٌد الؽاضب ناجً العلً الذي دفن ؼرٌبا بمنفاه .

 

رسالة ” المدس ”

 

“وللمدس”

 

ك ُّل ما صعد السما َء

 

من بُكاءا ِت الثَّكالى

 

كلَّما سمطت ِجبا ْه

 

أو تَوار ْت

 

فً ممابِرها ال ُّس ُح ْب

 

فمن فً الشاهدٌن

 

ٌُغِم ُض جفنَهُ

 

ِج ْر َنوالصباٌا ٌَ ْست

 

ْبِر ال ُحمَأسفابك ّلِ

 

الداللة المكانية

 

ان للمكان عند الشعراء أهمٌة بالؽة فً العمل األدبً سواء كان شعرا أم نثرا حٌث ٌمثل لهم داللة جمالٌة  ٌتولد عنها روابط جوهرٌة تكاد تكون هً عماد المصٌدة وبنٌة النص .” إن شاعرٌة النص لٌست من شرعٌة  المكان وجماله المادي ومجد تارٌخه ، وإنما ٌستمد شعرٌته عندما ٌصبح أمتدادا للمٌم الروحٌة التً نعٌشها  ونحٌا بها ،وٌصبح المكان واإلنسان توأمٌن كالهما ٌكمل بعضهما اآلخر لٌكونا فً النهاٌة نظرة شمولٌة  )لمعنى الحٌاة” .

 

 

* وال شن ان للمدس الرهٌن داللة مكانٌة تتمٌز بطابع ذات لداسة دٌنٌة عمائدٌة وتارٌخٌة

 

)1

 

 

 

 

عرٌمة ، حٌث عملت الشاعرة على خلك تمازج متص ل بٌن الروابط التارٌخٌة والدٌنٌة واألدبٌة فً تحدٌد

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -جمالٌات المكان فً رواٌات جبرا إبراهٌم جبرا، المإسسة العربٌة للدراسات والنثر،بٌروت، ꞉

 

ماهٌة الداللة المكانٌة والزمانٌة داخل النص فً تباٌن العاللة الجدلٌة بٌنهما .فالمكان ٌشكل الهاوٌة لانسان  والمدس تمثل الهوٌة لألمة العربٌة عامة والرساالت السماوٌة خاصة ، ولد عمدت منال الشربٌنً الى بكاء المدس الذي جعلته كناٌة عن الهوٌة والدٌن، فهً تبعث رسالة أسؾ إلؼتصاب األراضً الفلسطٌنٌة  واستباحة المدس العرٌمة ومسجد األلصى أولى المبلتٌن . وهنا تتجلى مضامٌن المماصد الشعرٌة ودواعً  الؽضب والنجادة ، بل توضٌح الدوافع الحمٌمٌة لهذا الؽضب المتؤجج الذي صبته منال الشربٌنً على ساسة  العرب وحكامهم ، بعد أن أسمطتهم من عٌنها وكؤنها لم تر منهم أحدا .فعمدت الى تجاوزمعاصرة الزمن  باإلستعاضة بؽٌره .أستجمعت الرإٌوٌة فً استدعاء شخصٌات تراثٌة وأسطورٌة استعرضنا بعضها سابما  وأخرى نستعرضها الحما . كذلن أعطت الشاعرة للنص بهإالء الرموز طالة تؤوٌلٌة أكثر شمولٌة من عدة  إجتماعٌة ،إنسانٌة، تارٌخٌة ودٌنٌة ، تالمس بها وجدان اإلنسانٌة كافة وتجلد بها ظهر كل متخاذلمناح

 

وتنزع عنهم ثوب الكرامة الزائؾ وتجردهم من الرجولة والعروبة . وان كانت كل االسفار الدٌنٌة والحمب  الزمنٌة المتوالٌة على المدس لم تفلح فً حماٌة المرأة الفلسطنٌة من اإلمتهان ، فمد ارادت الشاعرة ان تحٌط  بالمضٌة الكبرى بحرافٌة متمثلة فً الدٌن والوطن والزمان والمكان وربط الماضً بالحاضر واإلتٌان ببعد  فكري واستداللً ٌربط األلدمٌن بالمحدثٌن فً معالجة لضاٌا مازالت عصٌة على حفنة من أشباه الرجال.

 

رسالة ” لـوركا ”

 

“ٔ” ل نٕسكا

 

ك ُّم يا سصَذ انكال ُو

 

فٕق أسصف ِح ان ُكرة

 

نّ انشؼُش يٕن ٗ

 

ٔيٕا ل

 

ٔسٔ ح

 

تٍٛ دْانِٛض ان َّشصا ِص

 

نى ٚفاسلُٓا انرَّؼ ْة.

 

 

)1(

 

* وحٌاته التً لدمها ألجل الحرٌة عندما أعدمه الحاكم

 

تُعظم الشاعرة من مؤساة الشاعر األسبانً لوركا ”

 

 

بالرصاص . جعل من مسؤلة استدعاء هذه الشخصٌة التراثٌة تحدٌدا ضرورة ملحة لها مدلول معٌاري بٌن  مآساة لوركا وناجً العلً ومؤساة .. الشاعرة الشخصٌة ، بٌد ان المدلول المعٌاري ٌتمثل بٌنها وبٌن رموز  النص فً اإلشتران الفكري والثمافً من زاوٌة وتوظٌؾ التراث العالمً فً النص من زاوٌة أخرى لثمل لضٌة الحرٌة وتبٌان ما لها جلٌل مطلب وباهظ ثمن فً زمن الطؽٌان ، وما كان إستحضار شخصٌة ” لوركا ” إال لتعلك الحاضر بالماضً أو باألحرى ضفر مصائر الشعراء الذٌن نادوا بالحرٌة واإلنسانٌة ،  كما سعت لتحمٌك رابطة األلدمٌن بالمحدثٌن ، لذات الؽاٌة والفكر وعظم الرسالة اإلنسانٌة األسمى ، فلٌس

 

ؼرٌبا على الشربٌنً أن توظؾ شخصٌات النص التراثٌة واألسطورٌة كً تعبر بها أو معها بمصد مفاده

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -فٛذٚشٚكٕ غاسثٛا نٕسكا – شاػش ٔسساو أسثاَٙ – ٔل ػاو 1191 – أػذو تاسصاص فٙ أغسطس 1931

 

أبتداع مضامٌن ثرٌة ذات بُعد ٌسبر أؼوار المصٌدة . وتعبٌر عن رإٌاها المعاصرة . كذلن جاء توظٌؾ لوركا توظٌفا نموذجٌا وداللة على نضال الشاعر حٌن ٌجهر بالكلمة فتتحول الكلمة ما بٌن صوت ٌولر أذان  الباطل وسٌؾ ٌمطع لسان الزٌؾ ، فهنا الشاعر مناضل ؼٌر مبال بحٌاته كما فعل لوركا صاحب المول  الشهٌر ” آه ٌالها من أحزان عمٌمة ال ٌمكن تجنبها ، تلن األصوات المتوجعة التً ٌؽنٌها الشعراء ” .تإكد  الشاعرة إخترالها التجربة اإلنسانٌة للرمز الذي اجادت توظٌفه كحجة وداللة تولد على إثرها أمتداد زمانً

 

ومكان اٌنما كان الشاعرالحمٌمً كان هنان صوت. ٌُمتل صاحبه وتبمى الكلمات شاهدة للحك داحضة للباطل ساعٌة للنور كاشفة للظلمة . فكان اٌضا للؽضب صوت خاص عند منال الشربٌنً والرفض معا حٌنما لالت: تانشٚخ غ ْعثٗٔنٙ صفذح

 

كهًَّا ياند انُخال ُخ

 

ِض ْعلايد ذُْرَ

 

له َة ان ُّش ُٓ ْة

 

منحى الغضب : اتخذ الؽضب والرفض أكثر من منحى عند الشاعرة فً تباٌن داللً بلورته فً بوتمة  التارٌخ واألسطورة عندما عمدت على ربط التراث بالحــداثة والمعاصرة فً إشـارة منها إلى استمرارٌة  الطؽٌان واالستبداد منذ أمـد بعٌد ، ألن الماضً والحاضر لم ٌتؽٌرا ، وان لضٌة الوطن مازالت لائمة ، بل  تــزداد تعمٌدا ، كما بدا لها المستمبل المستشرؾ بمثابة إنعـدام الهوٌة العربٌة بعد التشظً والتناثر الذي باتت  علٌه االمة العربٌة .تإكد أٌضا منال الشربٌنً على امتـداد المعاناة العربٌة عبر الزمان والمكان وما تبدل  سـوى ألنعة شخوص مدون فولها هنا الماضً والحاضرمعا ، كل ما أرادت لوله هو كٌؾ المستمبل ولد  أصبحت تصدح ؼاضبة وتستنجد التراث برموزه ناعٌة البطولة فً أمة العرب برمتها .فتعلن علٌهم الؽضب  وتصب علٌهم سخطا تذكرهم بتارٌخ البطـوالت واإلنتصارات التً أضحت تارٌخا وتراثا عمدت الشاعرة

 

إحٌــاءه واستحضار مجـد مفتمـد للحاضرالمإسؾ وٌتضح هذا جلٌا من صوت ؼضبها التالً : َٙذشف ُط انُ ْف

 

ٔنٕ ٌَ ان َّذّوْ

 

ِمنهخٛٔٔغؤج

 

ٌِ انغع ْةفٕق تشكا

 

اسمطت الشاعرة آالم الوطن العربً على نفسها كً تتمكن من بلوغ الكمال فً إمتداد ؼضبها ورفضها  لمجمل سلبٌات المجتمع العربً فً فن الخضوع واإلستسالم ، بل الرفض لكل األحداث والهزائم التً نالت  من العرب ،كً ٌفمهوا ان ال نجاة إال من ؼضبة وتمرد ٌتفجرمن خاللها بركان ٌزلزل األرض تحت ألدام  العدوان ،محاولة منها وسعٌا دإوبا كً ٌتشٌع المجتمع العربً لمنهجها الثوري الرافض الداعً للخالص.

 

ي اإليحائ نيالتناص الدي

 

أساسٌا عند أرباب الشعرثرٌا تعتبر النصوص الدٌنٌة على مر العصور منذ مهد الرساالت السماوٌة مصدرا  واألدب ، لما تبعثه من إلهام وفكر للشاعر سواء أكان فً معالجة المضاٌا الفلسفٌة والفكرٌة أو كثرة  وؼزارة الصور الفنٌة والدالالت الموٌة .وهذا ما ٌجعل التراث الدٌنً مصدرا حٌوٌا جوهرٌا نابضا ٌرتاده  للمصٌدة ،وبما ٌضفً علٌها من لٌم ذات طابع دٌنً معلوم فً حمٌمته لدى المتلمًالشعراء واألدباء تعزٌزا

 

مما ٌسهل معه توصٌل رإى الشاعر ومماصده ، وٌتمكن من أن ٌستحوذ على لرٌحة المارئ ، وألن تؤوٌل  التناص الدٌنً لائم فً األصل على ثمافة المتلمً لتؤوٌل مماصد الشاعر جعل المصٌدة ممسمة على جزأٌن  جز ُء ٌملكه الشاعر وآخر ٌإوله المتلمً حال إحتمال النص دالالت دٌنٌة أو اسطورٌة تمرٌرٌة كانت أم

 

إٌحائٌة .وهذا ما تضمنه النص فً لول الشاعرة مخاطبة لوركا الشاعر اإلسبانً الؽربً والؽاضب العربً  محدثة تعلٌال مسببا بٌنهما ، فً لضٌة معاناة اإلنسانٌة المعذبة ، وٌكؤ ّن مؤساة األوطان ناجً العلً ، والشعراء وجهان لعملة واحدة .كون الشاعرالمإرخ المعنوي لمالحم التارٌخ اإلنسانً. لذا تطرح علٌنا منال  الشربٌنً رإٌا كانت فً األصل دافعا و مبررا لؽضبها وثورتها على الحال المتردي. حٌث تمص رإٌاها

 

على صاحبً الشعر ” لوركا والعلً صاحب شخصٌة حنظلة الؽاضب ” فً لالب مستوحى من لصة ٌوسؾ الصدٌك علٌه السالم – كتبت تمول:

 

ان ِّشؼَشِّٙٚا صا ِدثَ

 

إَٙ سأٚ ُد األسض ُدثهٗ

 

ِلِغايٍ دثاال ِخ انثّ

 

فًٍ فٙ انؼاتذٍٚ

 

َادٖ

 

ايُؼٕا تٛ َغ اإليا ِء

 

أٔ اَمزٔا ػشض ان ِمَش ْب

 

 

يلرشاف اإلستدالاألست

 

ِمَِّرلُو َن َخٌْ ٌر أْربَا ٌب ُمتَفََأَال ِّس ْج ِن أَصا ِحبًَِوظفت الشاعرة ما ضمنته من سورة ٌوسؾ فً لول ع تعالى } ٌَا

 

 

*)1(

 

إشارة إستداللٌة ثنائٌة المعنى ، اوالهما: أشارت الى أن السجن هو موطن الشعراء

 

هها ُرمََْوا ِح ُد الُْ الهَّللا {

 

 

فً زمن الطؽاة و اإلستبداد، وأن الشاعر لسان حال أمته ومصدرللتارٌخ ورائد تنوري ، وأما ثانٌهما : فهو  إنعكاس داللة النص المرآنً وسحبها على الوالع من كبد التارٌخ و سنً الجفاؾ وإضمحالل المٌم السامٌة والحضارات ، وأن رإٌتها اإلستشرافٌه لد أختزلت الزمن الجامد وتخطت جؽرافٌا المكان لتتعدى المدى

 

 

ا وممرابا لها ، تطلعنا من خالله على لادم األٌام ، محدثة تمازج

 

أتخذته الشربٌنً موازٌا فمد منظار البعٌد ،

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -سورة ٌوسف – اآلٌة 39

 

محوري الداللة بٌن الماضً والحاضركً تطلعنا على المستمبل الحالن .واضعة ترادفا لمجرٌات األحداث  الماضٌة و الراهنة على الجزٌرة العربٌة ، مإكدة سخطها على ساسة العرب كونهم حفنة من الطؽاة الجبناء  ولٌس هذا فحسب .بل لم ٌنـ ُج رجـال الدٌن بدٌاناتهم المتعددة من ؼضب الشـاعرة ولـد نـوهت عنهـم بؤنهـم  متنطعٌن منكثً العمام مطرلة رإوسهم، لعجزهم عن رد الظلم عن المرأة العربٌة عامة والفلسطٌنٌة خاصة كما نعتت حكام العرب بالبؽال واضعة إٌاهم مع سادتهم الصهاٌنة واألمرٌكـان، بعـد أ ّن طابت لهم األرض . كذلن تحدثنا الشاعرة عن صوت مؽاٌر للؽضب على سنة نبً ع ٌونس علٌه السالم حٌن ذهب مؽاضبا من لومه بعد أن كذبوه ،علما بؤن الؽضب طبٌعة فً النفس .تكمل الشربٌنً رإٌتها عن المستمبل الماتم منذرة

 

األمة العربٌة كً تستفٌك من ؼفلتها كتب تمول :

 

ُفورأٌت البح َر ٌلمَ

 

كل ُمغاض ٍب

 

وٌُرٌ ُك فوق ال َّش ّطِ

 

ٍق ك َّل َكِذ ْباأفَّ

 

فمن فً الوالفٌن

 

ببا ِب العد ِل

 

ش َّمر كفه

 

وتو َّضأت ٌُ ْمناهُ

 

بناصٌة الغض ْب

 

مدلول التناص المعنوي

 

تسترسل الشاعرة فً سرد رإٌتها للمستمبل المادم متخدة من البعد الدٌنً أساسا جوهرٌا وحجة لصبػ النص بصبؽة دٌنٌة على منهجٌة التناص الدٌنً بشكل ؼٌر مباشر. حٌث ٌتجلى التناص المعنوي الذي أرتكنت إلٌه  ا النُّو ِنمماصدها الثورٌة الؽاضبة لمصة نبً ع ٌونس علٌه السالم فً لول ع تعالى فً سورة األنبٌاء } َوذَ

 

 

)1(

 

وإلمائه فً البحر. إال ان الكاتبة لد أتخذت من اإلنزٌاح عن صحٌح الحدث سبٌال

 

َه َب ُمغَا ِضبًاذَإ { ِذْ

 

 

جنحت إلٌه سعٌا منها لخلك منحى مؽاٌرلحمٌمة لصة ٌونس والبحر ، ف ن مناط المصد لدٌها هو تؤكٌد مصٌر  كل ؼاضب على الباطل والزٌؾ و مصٌر كل من نادى بالحك والحرٌة وتطبٌك عدالة ع فً األرض .هذا  من جهة ومن جهة أخرى على الشاطئ الممابل للبحر الذي هو رمز مجازي لطبٌعة الحال و الوالع الملئ  بالمتؽٌرات والتملبات ، فال نجاة إال لكل أفا ن أثٌم .وأما عن استخدام الشاعرة للفعل” ٌلمؾ ” الذي وظفته  لداللة بعٌنها كً تبرز أن المتؽٌرات المعاصرة لالحداث كؤنها إعادة تكرارٌة لحادثة سحرة فرعون ونبً ع

 

 

ِح ر ٍۢۖ َوَال ٌُفَْكٌْ ُد َسَْٰوا

 

َصنَعَُماِنهْۖ إَصنَعُٓواْؾ َماْ موسى علٌه السالم إذ لال عز وجل } مَِك َما فِى ٌَ ِمٌنِ َن تَلْلَ

 

ِل ُح َوأ  *)2(

 

.تنملنا الشاعرة إلى ممطع أخر من رإٌتها اإلستشرافٌة المائمة على السند المرآنً لائلة :

 

تَََح { ٌْ ُث أ

 

َٰى ٱل هسا ِح ُر

 

 

.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -سٕسج األَثٛاء – اٜٚح

 

2 –سٕسج ” غّ ” اٜٚح – 96

 

ورأٌت ل َّص الموم

 

ٌكشف سوأتٌَْن

 

وٌبٌع ثوب العٌ َب

 

فً سوق الذهب

 

فمن فً الشاهدٌن

 

مزق بُولَهُ

 

أو تم َّطى

 

كً ٌمً األوطان

 

سمطا ِت األد ْب

 

اكيباأللفاظ والت ر

 

تسعى منال الشربٌنً لتكثٌؾ المدلول المرآنً داخل النص بؽٌة بلوغ الكمال لرإٌتها اإلستشرافٌة للمادم كما  ٌالحظ حرصها على البعد الزمنً فً توظٌؾ المضارعة أو المشابهة الزمنٌة لألفعال مثل: ) ٌكشف ، ٌبٌع ، ٌمً ( وٌتبٌن للمارئ إجادتها فً إستعمال الفعل المضارع داللة على استمرارٌة المؤساة اإلنسانٌة منذ  صراع إبنً آدم لابٌل وهابٌل ولضٌة الموت األولى .كما أنها جعلت زمن النص مفتوحا على التجربة  اإلنسانٌة منذ أمد بعٌد ،وبما أن هذا اإلنفتاح أفاد فً تعظٌم معاٌٌر اإلستدالل الذي عزمت الشربٌنً على  تصدٌره للمارئ لاستحواذ على مخٌلته واستمطاب وجدانه ، وأما عن التناص اللفظً الذي طوعته وفك  مماصدها وما أحتملته المضامٌن التؤصٌلٌة من فنٌة بنائٌة وتركٌبٌة داخل النص فمد أحسنت الشاعرة توظٌفه  ُؼ َراب ا ٌَْب َح ُث فًَِث هَّللاُمعززة لولها باإللتباس من ألفاظ آلمرآن الكرٌم ف ذا بها تضمن اآلٌة الكرٌمة )فَبَعَ

 

 

.كذلن إستخدمت الشاعرة التضاد بٌن فعلٌن مضارعٌن هما

 

. *)1(

 

ِخٌ ِهَِۚري َسْو َءةَ أَواَؾ ٌُِرٌَهُ َكٌْْر ِض ِلٌُا { ْألَ

 

 

} ٌواري ، ٌكشؾ { محدثة بهذا التضاد إبراز شدة المبح والتردي السٌئ وسخطها على سٌر األمة العربٌة  نحو هاوٌة سحٌمة ؛ بالاضافة الى اإلنحدار األخاللً المستشري داخل المجتمع العربً بشكل ملحوظ .

 

لكننً لم ألمح فً الدٌار

 

غٌر ما ترن الغُرا ُب

 

َص ْبأو صح َن بٌ ٍت ُم ْغتَ

 

ٌتماهى هذا اإلٌحاء الخاص فً استحضار الرموز الدٌنٌة أو التراثٌة عنـد منال الشربٌنً بؽٌـة إتسـاع داللة  التـؤوٌل لرإٌتها اإلستشرافٌة ،أو نبوءة تنـذر بالمــادم المإسؾ بفنٌة عالٌة ، تمفــز من خــاللها فوق الزمـان  والمكان عبـر التارٌخ والتـراث الدٌـنً عالـدة بـذلن الحـاضر بالماضً على ناصٌة المستمبـل الكـاذب الـذي  *)ترسمه الحكومات الفاسدة فً مخٌلة الشعوب العربٌة البائسة .لد عرؾ النالد مٌرهوؾ اإلستحضار”

 

 

ان فعل

 

)2

 

 

 

 

.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 -سورة المائدة – اآلٌة – 31

 

2 – الزمن فً األدب – هانز مٌرهوف – ترجمة أسعد رزوق

 

اإلستحضار بحد ذاته هو ال زمانً إذ انه ٌبدو بال تارٌخ أو دلٌل ملزم له ،فهو فً مكانٌة ثابتة أو ال زمانٌة ،

 

.

 

ولد ٌنبجس اإلستحضار داخل الوعً فً أي زمان أو مكان مما ٌسبػ علٌه البرزخٌة مابٌن الزمان والمكان

 

َم” ن ْس ٌللم ٌزل من ” َسا

 

فً أرض “شام”

 

وفً ٌِّم “موسى”

 

وفً عرض “النَّمَ ” ْب

 

داللة الأللفاظ السياقية

 

رٛصعذ ئشبساد اٌشِٛص اٌذ٠ٕ١خ ٚاٌزشاص١خ ِزّضٍخ فٟ اٌزٕبص اٌٍفظٟ ٚاإل٠ؾبئٟ وّب فٟ: } انغشاب ، ساو ،  يٕسٗ ، انٛى { فأ ِّب اٌغشاة فأرذ دالٌزٗ عٍٝ لزً اإلٔغبٔ١خ ٚاإلشبسح اٌٝ اٌخشاة ٚاٌّٛد ، ٚأ ِّب عٓ عبَ ثٓ ٔٛػ فىبٔذ دالٌزٗ اإلشبس٠خ ٌٍعٕظش٠خ اٌظٙٛٔ١خ اٌعبٌّ١خ ، وّب وبْ ئعزخذاَ ” اٌ١ٌٍ ” ُززو١ش ثمظخ ٔجٟ هللا  ِٛعٝ عٍ١ ٗاٌغالَ ٚٔغبرٗ ِٓ اٌ١ ُطفال ألْ ٌفظخ اٌ١ ُال رزفك ٚاٌغ١بق ،فٍٛ وبْ اٌمظذ ٔغبح ِٛعٝ ٚلِٛٗ  ِٓ اٌغشق فا ّْ اٌغ١بق ال ٠غزم١ٚ ُال رٕظشف اٌذالٌخ ٌٍمظذ ، ٚأِب ئْ وبْ ِشاد اٌشبعشح ثأُٔٙ ِبصاٌٛا فٟ  أسع ِظش ٚثالد اٌشبَ ٚأسع فٍغط١ ” ٓإٌمت ” ٌُ ٠جشؽٛ٘ب ، فاْ اٌّشبثٙخ ٌ١غذ ثبٌمذس اٌزٞ ٠مزشْ ِع  ؽغٓ اٌزٛظ١ف اٌذالٌٟ اٌزٞ وغب إٌض ، ؽ١ش ٠زّضً ئعزخذاَ اإلشبساد اٌذ٠ٕ١خ عٍٝ ثعذ٠ ٓفأِب عٓ اٌجعذ  األٚي فٙٛ ئعزخذاَ اٌشِض اٌىٍٟ اٌزٞ ٠شىً ف١ ٗاٌزٕبص اٌذ٠ٕٟ ِبدح اٌمظ١ذح وّب ث١ٕب عبثمب ٚأِب اٌجعذ اٌضبٟٔ  ف١زّضً فٟ فٕ١خ رٛظ١ف اٌذالٌخ اإلشبس٠خ اٌزٞ عبء ئ٠ؾبئ١ب ربسح ٚرظش٠ؾ١ب ربسح أخشٜ . وّب وبْ ٌٕجٟ هللا  ِٛعٝ عٍ١ ٗاٌغالَ دالٌخ سٚؽ١خ ٚؽغ١خ ٚئْ عاللخ اٌغجج١خ فٟ ضشٚسح اٌزظش٠ؼ ثٗ ٚاإلعزذالي عٍ١ِ ٗب وبْ

 

ئال ٌظجغخ إٌض ثمذع١خ د٠ٕ١خ غ١ش لبثٍخ ٌٍزشى١ه ٚسِض عجشد ثٗ اٌشبعشح عٓ فٍغفزٙب ٚرغشثزٙب اإلٔغبٔ١خ . وّب رخجش ِٕبي عٓ شب٘ذٞ إٌضبي ثعذ أْ ٔمٍزّٙب ِٓ اٌمجش ئٌٝ أؽذاس اٌعظش بانها رهٌنة السجن. فاركشاَٙ

 

ػُذ ساػٙ انمٕو ٕٚ يا

 

دٍٛ ذشرذ ان ُّسُٕ ٌُ

 

ْةأٔ دٍٛ ُٚؼ ِصُش انؼَُُ

 

ِك ر غضجٙب شئ١ب ٌُٚع١ذٔب اٌشبعشح ئٌٝ اٌٛالع ثعذِب أٌٚذ سؤ٠زٙب ٌُٚ رجشػ ِٓ أٌُ األِخ اٌعشث١خ شئ١ب، أٚ ٌُ ٠ج ٠زس ئال ٚأشعٍٗ، ئال أ ّْ ٘زا اٌغضت اٌعبسَ ٚاٌّزأعظ أرجعزٗ سؤ٠خ ِطٍعخ عٍٝ ِغزمجً أوضش ظٍّخ ٚأشذ ِشاسح ئْ ٌُ ٠غزف فاركشاَٙ { ِغزخذِخ دالٌخ ِك اٌعشة . ئعزخذِذ اٌشبعشح أعٍٛة األِش فٟ ط١غخ طٍج١خ } ٍص ئشبس٠خ عجمش٠خ أسادد ثٙب اٌششث١ٔ ٕٝظشح اٌشعشاء ٚأْ رإوذ أْ

 

ٌُٙ ِٓ إٌجٛءح ِب ٠غعٍُٙ عٍٝ خظ ِٛا

 

ِع األٔج١بء ِزخزح ِٓ لظخ ٔجٟ هللا ٠ٛعف عٍ١ ٗاٌغالَ دالٌخ اٌزأٚ٠ٚ ًاإلشبسح اٌزٕبط١خ ِٓ لظخ طبؽجٟ  ِِّْٕ ٙ ّب ارْ اٌغغٓ اٌٛاسدح فٟ عٛسح ٠ٛعف ئر لبي هللا رعبٌٝ فٟ ِؾىُ اٌزٕض٠ { :ًوْشَِّٟٔٔٗ ٔ بطٍ ِزٞ ظ َّٓ أَّ ٚل ب ي ٌٍِ

 

 

* طبٔعخ ثٙزا اإلعزذالي ِىبٔخ عٍ١ٍخ

 

ْض ع ِعِٕ١ٓ ِ ش فِٟ اٌ ِّغ ْغ ِٓ ثِجِ ِٗ ف ٍ ٔ غبٖ اٌ َّشْ١ طب ْ ِر ْو ش سثّ ِ ه ف أِعٕذ { سثّ )1(

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1-سٕسج ٕٚسف – اٜٚح -22

 

للشاعرالمتفلسؾ الذي ٌستطٌع أن ٌمفز على الزمن وٌستطلع المستمبل فً زمن الظلمة والطؽٌان وحالما  تكون الحرٌة لضٌته ، أو حٌن ٌتحلى بالمٌم اإلنسانٌة التً فطر ع اإلنسان علٌها ، ولتها ٌمكن له أن ٌؽٌر  للتنوٌر ولادرا على صنع حضارة . تختم موالعه كما ٌمكنه أن ٌكون رائدا نال طوافها بٌن االزمان لائلة : ُ

 

“و” ن حنظلة

 

أمشً وحٌدة

 

“و” ن لوركا

 

ٌ ْشنُمُنً الْغَ َض ْب

 

ِل أبدووشرٌدةً بالح ْف

 

َد ْتلد أ ْولَطفلةً

 

للحلم بٌتًا ُم ْض َطِر ْب

 

ئْ طبؽجٟ اٌشعش اٌّخبطج١ ٓفٟ اٌمظ١ذح ّ٘ب } نٕسكا – َٔاجٙ انؼهٙ { ٚوالّ٘ب لزال ِٓ أعً إٌضبي ٚ  اٌؾش٠خ ٚاٌم١ ُاإلٔغبٔ١خ .ٚلذ ِبرب والّ٘ب ثؾضب عٓ اٌعذي ٚاٌؾك ٚاٌّغبٚاح ،ٚ ارخزرّٙب ِٕبي اٌششث١ٕٟ  طبؽجٟ وفبػ ٚٔضبي ِٕٚٙغ١خ ِشزشوخ ف١ّب ث١ٕٙب ٚث١ّٕٙب ، فبٌغب٠خ ٚاؽذح ٚاٌشعبٌخ ٚاؽذح ٚاإلٔغبٔ١خ ٚاؽذح .  ِٚٓ صاٚ٠خ أخشٜ دأثذ الشربٌنً ئٌٝ رأط١ ًلض١خ اإلٔغبٔ١خ اٌزٟ ٌ١غذ ٚطٕب ثع١ٚ ٕٗال عغشاف١ب رّ١ض٘ب ثً ٟ٘ لض١خ وٛٔ١خ رّظ اإلٔغبْ فٟ وً صِبْ ِٚىبْ . فاْ ٌٛسوب شبعش ئعجبٟٔ غشثٟ ٚ ٔبعٟ اٌعٍٟ شبعش

 

عشثٟ فٍغط١ٕٟ ، وبْ األٚي ع١فٗ اٌىٍّخ ٚلزٍٗ اٌطغ١بْ ، ٚأِب اٌضبٟٔ فىبْ ع١فٗ اٌش٠شخ ٚلذ ئغزبٌزٗ ٠ذ اٌغذس، ٚغ١شُ٘ وضش ِٓ اٌشعشاء اٌز٠ٌ ٓمٛا ؽزفُٙ خٍف اٌمضجبْ ، ٘زا ِب ععً اٌشبعشح رعّذ ئٌٝ ئعزذعبء أثشصُ٘ ِشبثٙخ ،ٌٙزا عٍّذ عٍٝ ثش اٌؾ١بح ف١ّٙب ِٓ سٚػ اٌمظ١ذح ٚٔبشذرّٙب ٚثىزّٙب فٟ أع ٍف ٚ غض ٍت شذ٠ذ٠ٓ

 

، فىبْ فٟ ئعزؾضبسّ٘ب أثعبد ِشزشوخ ٚدالٌخ ِزجب٠ٕخ آصشد ثٙب اٌشبعشح ِجزغب٘ب ، وّب ٚلفذ ِعّٙب فٟ طف  ٚاؽذ وطفٍخ شش٠ذح وٕب٠خ ِٚغبص ِعٕٛٞ اٌذالٌخ عٓ وً طفٍخ ثشئ١خ ِٓ ثٕبد اٌعشة ٚأْ اٌّعب١٠ش اإلصدٚاع١خ  اٌزٟ ئعزخذِزٙب داخً إٌض لبِذ عٍٝ صٕبئ١بد صِبٔ١خ أؽبطذ إٌض ثغ١بط د٠ٕٟ ِؾىُ اٌذالٌخ ِٓ ؽ١ش

 

رٛظ١ف اٌشِٛص األعطٛس٠خ ٚاإلشبساد اٌذ٠ٕ١خ ، ِّّب ععً اٌمظ١ذح أوضش ئرغبعب ٚأسؽت رأٚ٠ال ألؽذاس اٌّبضٟ ٚاٌؾبضش ٚو١ف ع١ىْٛ اٌّغزمجً . ئال أْ األًِ اٌزٞ ٠ىبد ٠ج١ ِٓ ٓاٌمظ١ذح ٠زّضً فٟ رٍه اٌطفٍخ  ِك اٌجع١ذح اٌزٟ رشعُ ؽٍّب ِضطشثب اٌششث١ٕٟ ثظ١ض ٔٛس فٟ سؤ٠زٙب ئال ِٓ خالي ،ٌُ رج طفٍزٙب اٌعشث١خ

 

اٌّششدح ، ٚئْ وبْ ٠إخز عٍٝ ِٕبي اٌششث١ٕٟ أْ ععٍذ ِٓ اٌمظ١ذح ِأعبح ال فىبن ِٕٙب ،أٞ ٌُ رع ِطٕب عٜٛ ئٔزاس وّب وبٔذ صسلبء اٌ١ّبِخ اٌفزبح األعطٛس٠خ اٌزٟ ٌُ ٠ظذلٙب لِٛٙب ف١ّب رشٜ ؽزٝ ثغزُٙ

أعداءهم وسجنوا صاحبة البصٌرة ونكلوا بها أٌما تنكٌل .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!