غابت حِكمة الكِبار، وتُركت الساحة للأطفال والمشاغبين، لا زلتُ أذكر وجوههم، وأعرفهم بالاسم والصِفات، كان عاطلاً عن العمل، جاهلاً لا يعرفُ الكِتابة، وكما يقول المثل:: “حارتنا ضيقة وبنعرف بعض”.
وها هو اليوم؛ إشتد عوده، وازداد طوله، وأصبح يحدثُ الناس عن بطولاته ومغامراته، فهو الرجلُ الوطواط، حامي المدينة عندما تنام الأهالي، وحامي الأرامل والمطلقات.
ليس ذنبهُ في النهاية، فقد أخبروه أنهم سيعطوه بدلة سحرية، وعصا سحرية، ودولارا سحريا، ثلاثة أشياء سحرية، تصنع منهُ رجل، وبعدها سيجلس بين الرجال، ليسألهم، أين كُنتم؟ بينما أنا أحمي البلاد والأعراض..!! ألا ترون أن البلاد بخير حال بفضلي؟ لقد أرحتكم من الكهرباء؛ فسربانها داخل الأسلاك مُزعج، وقد أصبح لديكم بطل.!! وهو أنا.
.
أنا الذي لا أفهم ولم أدرس ولم أتعلم شيء لا من آداب العرب ولا من الدين ولا من العِلم الحديث، أنا فقط لدي.
عصا سحرية، ودولارا سحريا، وبدلة سحرية.!!
.