من ينقذ جاري علي / بقلم : صالح لفتة

قبل كورونا بسنوات كنت اسكن منطقة شعبية وكنا نلتقي كأصدقاء نتبادل فيها اطراف الاحاديث وما جرى في المنطقة من حوادث او خلافات او اي شيء نحاول ان نسترجعه لنتهكم علية ونطلق النكات  وكان اكثر ما نذكره في حديثنا احد الاشخاص وسأسميه هنا علي.

كنت اكره علي ولا اعرف لماذا ، عندما أراه اتكلم علية بالسوء امام اي شخص دون أي سبب.

كان علي يستفزني بشكله وتصرفاته وطريقة كلامة .

علي متزوج من إمرأة  اضخم منة سليطة اللسان دائما ما تضربه او تطرده من البيت وفي نهاية اليوم يرجع صاحبنا علي يتوسل بها من اجل إدخاله الدار فهو لا يعرف احدا غيرها ولا احد يرغب باستقبال علي كل ليلة او يتدخل بين علي وزوجته ويكون عرضة لكلماتها اللاذعة.

وفي احد الايام كنت جالس انا وأصدقائي واذا بعلي يجلس معنا ويبدأ بالشكوى لنا عن ما يعانيه وكيف ضاق به الامر من زوجته وانه يتحمل ما يجري فقط من اجل أطفاله، كنت ساكتاً طول فترة شكواه مع أنني اقرب الجالسين لعلي لكن اصدقائي هم من يجيبونه وينصحونه .

واذا بعلي يلتفت لي ويسألني ان انصحه فأنا خريج جامعة وافهم بالتأكيد بالعلاقات الزوجية وكيفية التعامل مع النساء حسب ما يرى هو.

فقلت اسمع يقال والعهدة على الراوي ان كلب من الكلاب السائبة الموجودة في البلد بعد ان سئم ضرب الناس له في كل مكان وبعد ان اهلكه الجوع والامراض قرر الهرب من البلد وترك كل شيء وراءه وفعلا واتته فرصة للهجرة والذهاب الى اوروبا .

بقي فيها فترة فتحسنت حالة وسمن وفارقته الامراض بعد ان أخذته عائلة من الشوارع وأسكنته في بيتها فأصبح مدللها ينام ويصحو وقت ما يشاء ويأكل اطيب الاكلات ويتنزه في اجمل الاماكن ويعاشر اجمل الاناث .

كانت اخبار الكلب تصل لأصدقائه وعائلته وجميع معارفة من الكلاب فيتحسرون على حياتهم ويحسدونه على النعيم الذي يعيش فيه ويتمنون ان يحظو بنص ما وجد  .

وفي احد الايام وبينما الكلاب السائبة كانت تركض هاربة من مجموعة من الاطفال التي تطاردها متحاشية ضربات الحجر شديد الصلابة ووقفت لتلتقط انفاسها ولعق جراحاتها فأذا هي تفاجئ بصاحبها الكلب يأتيهم راكضا ومداعبا لهم .

كانت مفاجئة لهم رجوعة لهذا الجحيم فسئلوه عن سبب رجوعة

اجابهم صاحبهم الكلب يا اخواني الكلب ما يحس بنفسة كلب إلا بهذا البلد

فيا اخي يا ابو حسين انت متكدر اتعيش بدون زوجتك لان هي الوحيدة اللي تعرف قيمتك .

بعد ان اكملت قصتي تناولني علي بضربة بيده على وجهي لولا اني تفاديتها لكنت غارق في دمي  واصدقائي يضحكون علينا انا وعلي  وفي نفس الوقت يلوموني بأني سأكون السبب بقتل الرجل زوجته اذ ذهب غاضباً والشرر يتطاير من عينية .

وفي اليوم التالي بعد ان نسينا ما جرى واذا بعلي يأتينا ورأسه مشدود بقطعة قماش بيضاء وتحتها جرح كبير في رأسه.

هذه الايام تتعالى الاصوات حول العنف ضد النساء لكن من ينقذ جاري علي منذ سنوات وهو يعنف ؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!