من ثقب الباب- بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

*لصحيفة آفاق حرة:
________________

من ثقب الباب (خاطرة)

بقلم الروائي/ محمد فتحي المقداد
وقفتُ مشدوهًا أمام ثقب الباب الذي كان الولد ينظر منه، وتضيق الأبواب والنوافذ حتى ينتهي المطاف أمام ثقب باب مغلق ننظر من خلاله على الدنيا،
وما الذي يمكن أن يراه المرء عندما ينظر من ثقب الباب،
ومن الممكن أن يكون بقصد التلصّص، أو بقصد النظر للحياة من ثقب الباب؛ فلن يرى النّاظر إلا أقل القليل، ويغيب عنه الكثير مما يقع خارج إطار ثقب الباب. هذا عدا عن ألم الظهر الذي سيشعر به جرّاء تلك الوضعيّة؛ ما أروع التمرّد على إطار هذا الثقب الصغير، وكسر تلك الأبواب، والانطلاق لرحابة الدنيا الواسعة الغائبة خلف ثقب الباب.
مُحاولة النظر للحياة من شُرفة واسعة؛ تتيح رؤية جمالياتها؛ فنحن من نصنع ثقب الباب والشرفة.
وثقب الباب عوالم ومواقف عديدة. ذات بعد فلسفيّ عميق.
*من ثقب الباب: رأيتُ أشياء لا تُحكى.. غير مسموح الكلام عنها..!!
*من ثقب الباب.. لا أرى إلّا ما يُقابل الثقب فقط.
*من ثقب الباب.. الرؤية محدودة، بحجم الثقب.
*ثقب الباب: هو المدخل الصالح للمفتاح.
*ثقب الباب: هو المحطة الأهمّ؛ التي ينطلق منها المفتاح في رحلته ما بين الفتح والإغلاق.
*إلى ثقب الباب.. يقف الصبّي الصغير على رؤوس قدميه ليصل إليه.
*إلى ثقب الباب.. ينحني الطويل لتصل عينه إلى ثقب ذلك الباب، مُتطفّلًا..
*ثقب الباب وسطيّ بموقفه، عندما اتّخذ موقعه وسط مساحة هائلة.
*لو لا ثقب الباب.. سيبقى الباب مفتوحًا..!!
*ثقب الباب هل هو تشويه.. أم حاجة؟.
*ثقب الباب الضيّق يُفضي إلى فضاء رحب.
*من ثقب الباب ترى قارعة الطريق ومن عليها.
*من ثقب الباب قد تنفثُ أنفاسًا في الفضاء الرحيب.
*من ثقب الباب يتسلل ضوء في خط مستقيم… إلى الجهة المقابلة.
*من ثقب الباب قد تعرف أنّ البيت فيه أهله.
ثقب الباب شيء كبير … لا تستصغروا ثقب الباب فقد ألهم كاتبًا شيئًا من خاطر. وهو ضرورة لا بدّ منها.
*و(إلّلي ما يشوف من بُخْش (ثقب) الباب.. أعمى).
وفي منحى المجاز فإنّ الحياة ثقب ومخيط، وثقب الباب فاتحة لكلّ عمل يُراودنا، أحيانًا يكون واسعُا، وأحيانًا يضيق، حتى لا ترى منه الضوء؛ فاجعل لحياتك فتحة أمل سَمّها ما شئت. وفي هذا الثقب أسرار قد تزعجك، وقد تدهشك، بعدها ستعود سعيدًا أو حزيناً يائساً لذا لا تغررك الثقوب.
….. 17/ 10/ 2020

#من مجموعتي(على قارعة خاطر)#

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!