الرابعة صباحاً / بقلم : لودي شمس الدين

في الساعة الرابعة صباحاً…
نصف القمر محاه الفضاء…
ونجمة أطفأتها بأنفاسي الساخنة…
صباح الخير يا أيُّها العالم…
المُسافر كزورقٍ في بِحار الغيب…
المطوي كالضبابِ الرمادي على كفيّ الأُفق…
والمَنسي كفراشةٍ مُتعبة في صدفة بيضاء…
صباح الخير يا أيُّها العالم…
القهَّار،المستبِد،المُتعجرف والمتمرِّد الساخِر…
صباح الخير يا أبي…
قبَّلت جبينكَ ليتنفَّس الماء وتتَّسِع الحقول …
ويختلِط الحليب البارد بالدم في فمي…
أحِسُّ بوحشية الأحلام وتصحُر العمر…
تحجرَّت شفتيّ فإضحك معي ليكتمل الوجع…
لا أقدر على النوم الجرح يُكرر نفسه…
أتسمع أنين صمتي؟
وتُبصِر هدوء الماء في عيني؟
الليل أحييه وحدي بأصابعي …
الجدران أقشِّرها بأدمعي…
والهواء محشو بأعواد القش…
استلقيت جنبك لأتحرَّر مني…
فإنخفضت السماء ولم أعُدْ أرى العالم بوضوح…
إنها الساعة الرابعة صباحاً…
فهل ضممتني قليلاً لترتفِع السماء مجدداً؟
و هل غمرتني بعد لتتشكَّل صورة أمي بيننا؟
أبي،أسألكَ أين أمي؟

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!