!!!!!! الغرباء
صباحا جاء الغرباء
يحملون قلوبهم ،
قلوبهم الملونة بالدماء
صفراء ، بيضاء ، سوداء كعماماتهم
عقدوا أجتماعا مع البحر ،
مع المطارات ،
مع حقول القمح ، ينابيع القطن
و أزهار الصحراء اللزجة ؟
البرد شديد
و دخان حرائقهم تمحو سماء العصافير ،
جاء الغرباء مساءا
ببنادقهم ، و ثارات سلاطينهم ،
بيأجوجهم
و مأجوجهم
و قذارة النفط تلمع فوق الجباه ،
غرسوا سكاكينهم في عنق قاسيون
فضو بكارة الرقة
و بأنيابهم مزقوا العاصي ،
الغرباء الذين يكرهون الغناء
و الموسيقى !
إغتالوا آخر القدود
الدلعونا ،
العتابا ،
النايل ، و الجوفية
سمموا الفرات بموسيقا الرصاص ..
هنا موطن النازفين جوعا
لهواء الغوطة
لربوة بردى
لثلج القلمون ،
هنا موطن المقتولين بالحب ،
النازحين فوضى
الهاربين من كلمة ( الله أكبر )
هنا سورية
تنمو كأحقاد الضباع ،
تلتهب كأي جرح
ترقص كالرماد حينما تضربه الريح ،
تحكي الأرصفة حكاياها
تزهر من رحمها
القصائد ،
هنا سورية
غزالة مكسورة و غابة مفترسة
بلبل يخشى الغناء ،
أنشودة نسيتها حناجر الأطفال ،
هنا سورية
أنا و أنت وليل من الحزن طويل…