انا ندى / بقلم : ندى الخطيب

 

بَلغْتُ منَ العمّرِ مابَلغتْهُ جَدّتي

حيِنَ زَوَّجَتْ ابْنَتُها البِكر ِ..

ابنَتُها البِكْر ِهي أمي

أمي التي ( ماتت ع بكير ) ..!

 

لا أعملُ شيئاً في الحياة ِ

الحياة ُتعملُ بي مايَحْلو لها…

لا مَاؤُهَا الحلوّ ِبلل َرّيقي مرةً

ولا رفعت كأسَ مَرارُّها عن فَمي..!

أنا ندى

لا شيءَ أبداً  يُذْكَرَ عني

ولا أعِّنُّ أبداً  لِذِكْر شيء ..

 

أحِبُ مِنَ الأَلّوان الأَحمرَ

لأنَهُ بلوّن ِحَباتِ الرمّانِ

و أحبُ الرُمّان َلأن “فرّفطة” حَباتهِ

تشّبِهُ ضحكَّتك …

ضحْكّتك ُالتي تُفّرطها على بُكائي ..

أنا لاَ أُحب ُالبُكّاء

لكنه ُأقربُ الى الوجْدانِ من الضَحكِ ..!

 

أنا ندى

أحبُ المَسافَات َو لكني لا أحِبُ الطُرُقات َ الطويلة ِ

أعرفُ أنَّ آخرُ طَريق ٍسأَمُرُّ بِهِ سَيَكونُ الى المَقّبرة ِ..

أحِبُ مُرافَقةَ الليّل ِإلى شروقِ الشّمس ِ

و لا أحبُ المساءَ لأني أخافُ من الغروبِ ..

أعرِفُ بأنَهُ مع كلِ غُروبٍ تقترِبُ المسافةُ الى العدمِ .

 

أحب هدوءَ غُرفتي المتواضعَة ِأكثرُ من كلِ مدنِ العالمِ

لأن كلُ مدُنَ العالمِ تحتاجُ إلى الهدوء ِالذي في غرفتي .

و أحب ُالشَبابيكَ الصغيرةِ أكثرَ من الأبوابِ الكبيرةِ

فالشبابيكُ لها علاقةٌ في الحبِ بينما الابواب َغالباً للسجن ِ..!

 

أحب ملابس َ” البالةِ ”

التي كانت تنْفَردُ على رصيفِ الاطفائية ِفي دمشقِ

لأنَها أجمل ُمن كُلِ الماركاتِ العَالميّة ِالتي رأيّتها في حيّاتي .

أنا ندى

أحبُ ابنتي البِكْر التي أصبحَ عُمرُها الآن في مثل عمري

حين َأمي شَارَكت في زِفافي .. ولكنّي لن اشاركَ في حتّفها.

و اغضبُ من ابنتي حينَ تَسمعُ اغنيةَ ( امي نامت ع بكير)

لاني قليلاً ما أنامُ و إن نمتُ لا أغفوُ..!

 

أنا ندى

يَتيمةُ الأَبَويّن ِو الحَبيب ِو الوطنِ

ليّس لي علامةً فارقةً.. و بيّتي بعيدٌ جداً عن الناس ِ..

لا أحد ٍيطرق ُعليَّ الباب إلا شخصٍ واحدٍ لا أعرفهُ

و كلّما سألتهُ من أنتَ ..؟ يضحكُ بصوتٍ عالٍ و يقول :

( وهل يخفى القَهْر)

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!