آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لندع هذا الركام يفتح النافذة
و لو على سبيل الخطأ
الخطأ الذي اعتادنا
كصواب لاباس به…
حتما ستدهشنا أشعة الشمس
سيذهلنا الهواء العابر بين الأعشاب
سترمقنا زرقة السماء
باسف شديد أو ربما بفرح
سينعش حواسنا
صراخ الأطفال خارج المحتمل
او رائحة خبز دافىء
من طابق ما
أو مرق جاهز
لوجبة على عجل…
يااااه كم هو ميت عناق النوافذ !
و كم هو عنيف هذا الركام !
لندع فصلا كاملا
يقتحم هذا الهواء
المكدس بالتواريخ في الأجواء
و لننتفض دون إنذار
كاقمصة من حرير
تنسحب برقة البراءة
من مشبك على حبل غسيل
فتطير إلى لا مكان
او تطير الى أن
يوقفها الشوك بين وردتين…
يااااه كم هو فارغ صدرنا من الركض
و من الهواء
و من احتمالات النجاة الواردة في اوراد الصباح
و من الدهشة المنتظرة بعد الوصول
و من الأسئلة الماجنة عن تصنيفات العبث
و من ” نحن ” و سجائر قصائدنا
و من هبوب المراجيح فينا
و من الضوء و البرق
و تكوير الولادة فينا
و من الشفق و اتساع المجاز
و رحابة الرؤية و الضحكة
و الصحو و الغرق…
يااااه كم هو ثقيل هذا الركام !
أو لندع راحتينا تبعثر هذا الترتيب المقدس
و لنعترف أن الفوضى هي أصل الجمال
و ان الورد و ان حده الإناء
ترامى إلى خارج الحدود
أو تسلق الجدار
أو تدلى
او تدلى
او تدلى كطفل صغير لا يدرك معنى السقوط
أو كعيب صارخ لا تعنيه عيون القوم
فتسلل إلى العلن…
أو ك شعر متمرد تخطى الحجاب
فحط على الكتف …
يااااه كم هو ميت عناق النوافذ !
لنعترف
أن الفوضى هي الآمل
الفوضى التي تطعمنا تحمل
التكرار و الأيام
فلا نتشظى ايام الآحاد
و لا ننتهي بمواسم الحصاد
الفوضى التي تؤمن لنا حيز البقاء
بين ظلال ال هنا و ال هناك…
وحدها الفوضى تشرح للترتيب
أو تشرح للملل
درس مزج الألوان حد الارتواء
و تلقننا دروس الاعتذار
و فخامة العيش بلا جدران
ترفعنا إلى الطلق و المطلق و الغياب
و تدنينا جيدا من هزائمنا
كاصدقاء حاولوا
سحب الضفة الأخرى
من المعادلة
فانهاهم القصف…
يااااه كم هو ثقيل هذا الركام !
او لندع ببساطة مبالغ فيها
هذا الكم الهائل من الوقت
وراء النافذة يؤكد
ان الموت وحده
هو سراطنا المستقيم…
