سحر حلال أصابني../ بقلم / يوسف الراجحي

الأذن تعشق قبل العين احيانا

دعيني أخبرك، انا رجل أصابه مس صوت أنثى ذات مساءٍ ، كنت هائما على وجهي، جراء بحثي عن حقيقة واقعنا ومن نحن في هذا العالم، حتى نعيش في هذا الألم، كنت شاردا ساعة مطر ، ككلبٍ لم يجد شيء يستظل ويهرب من العذاب
أضاع مستقبله وتندم في لحظة فراغٍ من كل شيء.

وفي تلك اللحظة صوتك حل على مسمعي، فاطربني وأشجاني، ونزع عني كل ذلك التوهان والأرق الفكري والفشل العملي والعلمي.
أذاب فوادي ومحا المي ، فوجدت الشيء الذي كنت أبحث عنه لسنوات، إنه أمنية طال انتضارها بنغم يرهف الأسماع.

وضعت على مخدعكم الذي تسكنون فيه علامة ، أقتديت حينها بعمر بن الخطاب وهو يسمع بائعة اللبن ذات فجر،
لم أكن أعرف من تكونين، لكن صوتك وأنتِ تهمسين لإحداهن قد لامس غشاء قلبي واصبحت مؤمنا به كدواء، لكل ذلك التخبط الذي كنت أعانيه.

صوتك جذبني لجماله، عرفتك صوتاً وكفى، سبحان من جعل من ذلك الصوت آيةٌ على الجمال، وهو نفسه الجمال.
تراتيل حفظتها، أنغامٌ ثملت بها.
حكيك ذاك جعلني ثملا حد الشبع الفكري والروحي والمعنوي.
تمنيت أن تستمرين في حكيك، لكنك صمتي فجاءة، فارتعبت انا، فكيف استطيع ان استغني عن صوت أعاد لي روحا.

سحر حلال أصابني، فأصبحت اتذكره طوال طريق عودتي، وحين المساء، وفي كل اللحظات.

استعمرتِ قلبي دون إذن، كنت خاويا فأمتلات.

تذكرت قول بشار بن الابرد وهو يقول:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا.

صوتها كان عذبا كخرير الماء وانسيابي بلحن شجي.
حلقت فوق السحاب حينها، وشعرت أنني متيمم بها
ترجم قلبي صوتها إلى موسيقى أثارت كل الحب في قلبي ،
أعاد لي روحا ذبلت، انتشلني من حزنٍ أعانيه، أبعد الصخب الموجود في عقلي.
اهداني معزوفةٌ أشبه بترنيمة هدهد قروي، ارتبكت لغاتي حينها، بقيت صدى كلماتك في أُذني، تذكرت ترتيلك، تآثرت بصوتك العذب بكل ذالك الطرب.

عدت بعد حين وحين رآيتها، آمنت بالمقولة لا شيء مكتمل، يعطيك شيء ويأخذ عنك أشياء.

المهم وجدت أن صوت المرآة لا علاقة له بجمالها، وأن غالبية النساء لهن أصوات جميلة.
أصبحت خيبة أملي، فعدت إلى كتابي وتناسيت صوتها.

#صوتها ليس دليلا للجمال.
#غزلٌ على السريع.

#يوسف الراجحي.

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!