لم أعرف / بقلم : رغدة مصطفى أمين أحمد

لم أعرف ما يحدث بالأسفل

لشخص أهالوا عليه التراب.

نواح الأقارب فوقه

هو كل ما يصلُني.

 

لم أتخيل حكايا الجنود

في ساحات المعارك البعيدة

أعرف صمت الرجال القادمين

والعُصي على الأجساد

والرصاص في الحناجر

من جنود هنا في الديار.

 

لم يُزج بي في السجن

لُقنت الحذر وتجنب الخارجين منه

الثرثرة مع البقية عنهم.

 

لم أعرف بعد

ما يدور في الغرفة الحمراء المغلقة

أعرف عيون النسوة المتسعة خبثًا بمعرفة الأسرار

همساتهن وضحكاتهن الخافتة الفاحشة حول العروس

غمزهِن لها وقرص ذراعيّها وفخذيها مرارًا.

 

لم أصل لأعماق البحر،

لم أصل للشط الآخر

أنظر للسفن المبحرة للبعيد والراسية هنا.

أرقص مع موجه،

أدعه يأخذ جسدي ذهابًا وإيابًا

أقفز فرحًا مع موجه العالي

وأنام بحذر على سطحه

كي لا أشرب من مائه.

أسمع وشوشات صدفه

دون أن أفهم ما يرغب البحر بقوله.

 

لم أتجول في الصحراء البعيدة.

أنظر طويلًا لجبالها الممتدة هنا

أنصت لصمتها المخيف والمغوي

يناديني دومًا.

 

لم أقتل

لم تغرق يداي في الدماء

أو تتناثر قطرات منه على وجهي.

أحس بالرغبة المشتعلة داخلي،

وأنا أتحسس نصل السكين.

 

لم أسقط في الهاوية

أقف على حافتها بقدم مترددة

ولا أطيل النظر إلى ظلامها الدامس.

 

قُل لي إذًا

كيف يُزج بي

إلى نعيم الجنة أو أهوال الجحيم

وأنا لم أعرف بعد

كل هذا!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!