ينكَمشُ مِن حَولنَا النّهَارُ /بقلم: عبد اللطيف رعري مونتبولي/فرنسا 21-06-2020

آه

لستُ حوّامٌ اعورٌ

 بِكَسرِ الجَناحِ

ولستُ ذاكَ الأقرَعُ

 الذِّي ينْقرُ جَبينهُ مُنذ الصَّباحْ

 لمُجرد سَهوَة

 عن بِدايةِ

التشرّدِ

ونِهايةِ

التّغرِيدِ

 لَستُ منْ تَقعُ عَيناهُ على عَطلٍ فِي الكونِ

 فَيلعنُ السّمَاء

 بِوَابلٍ من العَجزِ والعَجزِ المفْرَدِ

 لَستُ قُبَّرة عَمياء

تقْتاتُ علَى حبَّاتِ قمْحٍ سوّدَهَا  المَطرُ

 فَتاهتْ جَرِيحة بين البيادرِ

 لَستُ زِيراً توَسَّط خِصرًا عَريضًا فأبكاَهُ الفشلُ

 فلمّا ألقَى أغراضه في حَاوِية الفَضلاتِ

 استَظلَّ شُرفة أكثرُهُ برُودَة

 فانكَمشَ مِنْ حَولِه النَّهارُ

 انتحَرتِ

 كُل

العوانسِ …

أقْفالُهَا باتت مُقفَلة..

.تنتظرُ سُقوط الجِسرِ..

 لَستُ كرْكوزًا يرْقصُ منْ ورَاءِ المِرأةِ

 وحِبالُ الحَظ تشاطرُه الاستِسْلامِ

 العَلاماتُ الأخِيرَة مَوشُومَة على ظهْرِ زَورقٍ الهرُوبِ

 مَطرُوز بعشْقِ القمرِ

حتّى الّنيل الأخيرُ من المَدى

 الرعبُ فَصلٌ واحِدٌ

وشتَّى الأبوابُ مترَعة علَى الجَحيمِ

الرّحِيل

قهْرٌ

 وصَداهُ

 مُمتدٌ

 بلاَ حَدٍ

 لستُ أرجُوحَة تحْملُ صرَاخَ الأغنِياتِ

حينَ يمَّلُ اللّيلُ منْ رقصِ الذئابِ

 مَا أمْتعَ جُنونَ الليلِ

 وأنتَ تنتَظرُ الصباحْ

 لخَلطِ الرُوحِ برَائِحة الترَابِ

القادِمةِ منْ حقلِ التُفاحْ ….والحَكيِّ المُباحْ

لَستُ مُذنبًا أكثرَ من غيرِي

و لَا أقًل

لكنِّي أسَامحْ

 أصَالحْ

 ولا أذْكرُ سِواي بالمَقابحْ

حتّى وأنَّ أثرَ الصّدماتِ

 في كتفي صَار لغزًا لغيابِ الأفقِ

صَارَ لنِسيانِ القدرِ….

وزَمنِ محدُوديةِ

 العُمرِ

 رقمًا هزيلاً في أجْوافِ المَتاهةِ

احتمالُ موتكَ يا أنا  فِي فَوهَةِ غَيمة غَاضِبة

فإن كانَ عزْفي يبكيكُم

فحقًا أنا أحْزنُ منكُم

 وأنْ أمدّكُم بالميالِ فأنا أصْلاً السَّكرانُ

فلا تقْطعُوا أوصَالي بأسْنانكُم

 فربّما سنَواتُ ضَياعِي

 يُنهِيهَا قدرٌ يقْمأ جسدِي

 في جبلٍ

من

 ثلجٍ….

 فِي قبضةِ أصْلهَا قَصَبٌ

 ربَّاه

هلْ لِلوْحِكَ المَحفوظُ  ختْمٌ لقَهرِنا

هل لعَزمِكَ المَمدُودُ فينَا ..

أمَد ٌيتَحدَّى الوجُودَ؟

لستُ من اغتَصبَ شَرفَ المُونوليزَا

علَى حَائطِ الذكرَياتِ

 وأدارَ عُيُّونهَا في قلبِ الصَالاتِ

 آه

لوْ تعلَم ليونارُدو

 كمْ قبلة شَاخَتْ علَى شَفتيَها

هِي هادئَة حتَّى تنفجرُ

كم نظرة مَاتتْ تحتَ أقْدامِ زوارِها

كمْ أنْت قاتِلٌ

بلا رُوحٍ

كائنٌ متحوٍّلٌ

يمْضِي صَفقاتَ العُمرِ

 فِي البُكَاء ِ

عُدْ….

إلى كُوخكَ الدَّامسِ

فقَد أثلجْتَ صَدرَ امرأة لم ترَ النُّورَ بعدُ

اغتسلْ بوَحلِ خَربتكَ

قبْلَ عَودة الغِربانِ

وهيئ أصَابعكَ للبثرِ

المُوحشِ…

لَستُ رقمًا

لا داخِلَ ولا خارجَ الإطارِ

 بلْ

أمضِي الليلَ كُله

  فِي حَرقِ فتاءلِ الضوءِ

 المُتلاشِي بينَ فرَاشاتكَ

فيَحترِقُ الظلُ

ويحترقُ البُعدُ

لستُ سيِّد صلادي طَائرا منْ طيورِ جنتك

لكَ مسْمعِي يحْتفظُ بتغرِيداتكَ الغرَاءبيةِ

وأنتَ

 تزرعُ جنتكَ أشجَارًا

  قِرميدا

و خاناتٍ ..

.الأبيضُ فيها أسودٌ…

والأسودُ فيها أبيضٌ ..

.والسيِّدةُ الخضرَاء حلمُ الرُوح

وعصَافيرها  منْ وحْي العبثِ

وأنتَ سيِّد سلفادُور

 لنْ تُسقط كِبرياءكَ

حين يَذوبُ الوَقتُ فوقَ الموائدِ

ويتدفقُ لُعابُ سَاعتكَ بين الأقْدامِ

 فالكلُ يحتَضرُ تحتَ أرصِفَة اللَّيلِ

 في المَقاهِي…

 في الحَاناتِ ….

في مَاخُورِ النِّساءِ…

الكُلُّ لديك شُبْهَة قَابلَة للتحقيقِ..

حَذارِي سيِّد سلفادُور دَالِي

شَجرتكَ نخرَها الدُّودُ

 بادرْ بالنزُولِ لتناولِ أخِر عشَاءٍ

قربَ لوْحتِكَ

=إصرار الذاكرة=

غالا سيِّدِي دالي فاضَ صبْرُها فَنامتْ

 …رحلتْ …

ربَّما انتحرَتْ

لسْتُ شَاعرا مأجُورا

 لأمَجِّدَ طقُوسَ البَلاء

فِي مَحفلِ الدعَارةِ

لكنْ لأزرَعَ الأرضَ سَلامًا

أنا ابنُ محمود ابن الطيب

وأخواتي بدرُ شاكرِ السيَّاب..

 وعبد الوهاب البياتِي  ..

ومظفر النّواب…

وأملْ دنقلْ …

ومعينْ بسيسُو…

وعبد الله راجعْ…

فلا يخجلُ القمرُ إلُّا  من برُودة الأيادِي

ولا تبكي الشّمسُ إلاَّ

 حينَ

ينهارُ

الرٍّجالُ

فمنْ يلوِي هَذا الشَّط الملتهبِ

فِي وجْهِ العَتمةِ..؟

الرّحِيلُ لا يعشقُ تأخيرَ الزَوارقِ

بل يسْخرُ من رَبابنةِ البَحرِ..

فلنْ اجَرجرَ

حَالِي ومَنْ معِي  للِضَّياع ِ

مُصادَرةً من الشَّمسِ

فالرّحيل

 حينَ

يشْتهينَا

  يعرِفُ

العُنوانَ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!