نصوص لبلادٍ اسمُها “السيِّدة” / بقلم :إيناس أصفري (سوريا)

لبلادٍ اسمُها “السيِّدة”

خريطة

في حصص الجغرافيا

كنا نرسمها عن ظهرِ قلب

ونُصلّي لتُطلبَ منا

في الامتحان

كي نرسُمَها

عن ظهر قلبٍ أيضًا

كنا نرسمُ ونرسم

ولم نكن ندري

أنَّ كلَّ خطٍّ

من خطوطها

سيحفرُ هكذا عميقًا

في دمنا

انتظار

أنتظرُ يومًا

نَحُوشُ فيه معًا

زهورَ الوادي

وبعضَ أوراقِ الشجر

نتسكَّعُ في دروبِ التُّراب

ونرتاحُ على الأرصفة

تخوضُ أنفاسُنا

رحلةَ الغُبار

المتصاعد مع الخطو

اللاهث في عُذرية

المنحدراتِ

وسنكونُ فرحينَ

كما كُنا في طفولتنا

وننسى

كلَّ المعاركِ التي

تكبَّدناها

حتى يأتي اليوم

ونبدأَ معركةً جديدةً

في كيف لهُ أن لا ينتهي

هذا اليوم

حكايا

بينكَ وبيني

حكايا الزَّعتر

الذي ينمو على السُّفوحِ

في بلادٍ جَمَعَتنا

من غير أن ندري

على مُهجةِ الرُّمّانِ

وغفوةِ البيدر

صلاة

ترفعُ أصابعَها العشرة

لتتلو الصلاة

فينسدلُ شعرَها الطويل أكثر

تنوسُ عيناها

وأغنيةٌ بمعانٍ غير مفهومة

تبدأُ في بعيدٍ ما ..

مطر

مَثَلُ هذا المطرُ

كمَثَلِ دمعِنا الهادئِ

المعقودِ على أبوابِ المآقي

في اللَّيالي الباردات

يسيلُ على غفلةٍ

يُدفءُ وساداتنا

بينما نحنُ ما نزالُ

نرتجف ..

حنينًا نرتجف

صُبح

ونباغتُ القنابلَ

بقرع كأسينا

فتغضُّ الطرْفَ

عن ضجيجِ القلوب

وترضخُ للمشيئةِ السكرى

بنادقُهم

وحين يُشرق صبحٌ

من مآقينا

تبتلُّ عيونُ الحربِ

بالدموع

عودة

تُرتّبُ الأزهارَ

لحينِ عودتِه

الأزهارُ صفراء

وثوبُها أيضًا

ونورُ الغُرفةِ كذلك

إلا ابتسامتها ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!