“آلهة الحرب” قريبا.. الرواية الأولى بقلم: محمد فهد خضر

” تونس “

“ﻗﻮﻡ ﻧﺤﺮﻕ ﻫﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭ ﻧﻌﻤﺮ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺷﺮﻑ

ﻗﻮﻡ ﻧﻨﺴﻰ ﻫﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭ ﻧﺤﻠﻢ
ﺯﻣﻦ ﺃﻟﻄﻒ

ﻣﺎﺯﺍﻟﻚ ﺑﻼ شيء ﻣﺎ ﻓﻴﻚ ﺗﺨﺴﺮ
ﺷيء

ﻭ ﺃﻧﺎ ﻣﻠﻴﺖ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﻧﻔﺴﻰ…”
***

يتفاقمُ
صوت القيثارة الصهباء
والكمنجة الهوجاء
ليغمرني بمشاعر خِلتُ أن بحركِ المنفي لفظها
لتحتويني،
أنا الذي فقدت موهبة الشعور منذ نعومة
هواجسي.

*قومْ نِحرق هالمدينة*

إحدى أغانيك المعتادة لفِرقة مشروع ليْلى،
التي أصبحت أهزوجتي المفضلة حين يفتك بي طول المسافة بين قلبينا.

يمكن للحن ما أو كلمات أغنية بسيطة أن تهز عالمك
أن تقيد شياطين اللاّ إنتماءِ لديك،
أو أن تنتزع منك ما له أن يعكر مزاجك.

تعاهدنا أن نحرق هذه المدينة ونخلق
-من عناقنا-
مكانها مدينة أشرف،
مدينة أسمى تتسع لكل أحلامنا،
مكانا آمنا
أين يحمي القلب وتينه،
يعانق الصّدر أضلعه،
يُقبل اللقاء فراقه،

لكن المدينة بقيت على حالها ولم تحترق
بل إحترقتُ أنا إثر موتِ الأغنية
ورنين هاتفي،
وردتني رسالتكِ الحادة؛

“أرجوك،إن كان لي فعلا مأوى
في قلبك!
لا تتصل بي مجددا!
لقد إستشاط والدي غضبا
حين إقتحم رسائلنا التي لم تنزل من السماء
ونهاني عنك إلى الأبد.

أتوسلك!
تقيأ حبنا
ثم أغسل جسدنا بماء النسيان!
ليس هناك أي سبيل
للعصيان!

لم يعد بإمكاننا مواصلة الدرب معًا،
يجب أن تدرك أن كل ما يهمني هو أن تغفر لي.
أحبك.”

أعدتُ قراءة الطعنة عدة مرات لعلّي أفهم فحواها لكنني لم أتوصل إلا لهذه الكلمات
“أرجوك.
لا تتنفس.
أبي.
سامحني.
أحبك.”

توقفت الأرض عن الدوران،
ترجّل القلب عن صهوة الوجدان،
وخار النبض،
رميتُ الهاتف لكن ملامح الجدار الصلب أسندته وخففت من وطأة سقوطه،

أما أنا فلا شيء هنا قادر على جمع شتاتي،
تمزقتُ
وتبعثرت أشلائي في كل مكان…

“كان بدّي غيّر ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺶ
ﻋﺎﺭﻑ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻏﻴﺮني..”

عن أيمن قدره دانيال

كاتب - شاعر - اعلامي - عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!