أماه/ بقلم محمود الزعبي

أماهُ إنّي ها هنا

تحتَ التُّراب

أيُضيرُني

 أيضيرُ موتي

إن أَمِنتِ ثمَّ نمتِ

دونَ ذا خوفٍ

 يُراب..

وهل يضيرُ الموتَ

 إنْ كنتَ الشهيد

فحَلَّقَتْ روحي تُباهي

كلَّ اسرابِ الطيورِ

وعالياً فوقَ السحابِ

 أو هلْ يَضيرُ نعيقَ بومٍ

إنْ تَرجَّل من عرينِ الموتِ

ليثاً لا يُهاب

أو هل يَضيرُ

أيا أبي موتي شهيداً

هل يكونُ الموتُ موتاً

 أم يكونُ الموتُ عُرساً

 إذ أُزَفُّ اليومَ طفلًا

أو عريساً زوجُهُ الأبديُّ

حباتَ الترابِ

 قد فجَّ هذا الصبحُ

يحملُ في شروقهِ موتي

 لا تَبكني أُماه

 اذ راحَ الحنينُ يُهدهِد شوقاً

 إليّ هنا يُنام

 هنا تناوَلْنا سويةً إِفطاُرنا.

وهنا ضَحِكنا الأمسَ

 لا أمساً بقربٍ منك قد يُراب.

وغداً سيأتي

أين أنتَ أيا عمرا

أكانَ هذا العُمرُ شيئا

 من تصاريفِ الخَراب ..

طالَ الغِياب

وكلما يَذْكرك قلبي

أنتَحب

فخراً أيا أمي النّحاب

 فخراً أيا أبتِ النِّحاب

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!