العَجز | رسالةٌ أدبية بقلم : غادة حسين | كاتبة سوريّة

إليك يا من فرقت بيني وبينهُ الأقدار قسراً
حبٌ عظيم سرمدي حتى بعد أن حالَ بيننا النوى وأمّا بعد:

عزيزي الغائب الحاضر مضت أيام عدّة على انفصالنا، يكادُ قلبي أن ينشطرإلى نصفين، لا أدري كيف سأُكمل الطريق الذي اخترته وحدي، فمنذ سنوات كثيرة لم أخطُ قدماً خطوةً واحدة دونك
أعلم أن قراري بترككَ كان صادمًا جدًا، لم تتوقعه أبدًا، لكنّني تعبت واستسلمت، لم يعد بوسعي أن أحتملَ نظرات أهلك اللّائمة لي ولا ألومهم صدقًا، ولا شفقتك المستمرّة عليّ وعلى نفسك، ليس ذنبك أنّني خُلقت امرأة عقيم، لا يسكنُ رحمها جنين يُشعرها بلذّة الحياة كما باقي النساء، بالرغم من شعوري أنني أمٌ لكلّ طفل أُصادفه وأُعانقه لكن هذا لا ينفع!
كنت كلما نظرت إليك وأنت تُداعب طفلة أخيك الأصغر يحترق قلبي حزنًا علينا، أواري حزني خلف بسمتي كي لا أُذكرك بالجرح الذي يأبى أن يتقطّب، وصدقني إن قلتُ لك أنّني كُنت أدعو الله مراراً وتكراراً لأُنجب وأُفرحك أكثر من أيّ سببٍ يخصّ فطرتي!
أنا أحترم حُبّك العظيم لي، وتضحيتك بأبوّتك لأجلي، سواءً كان حبّاً أو شفقةً، وكلّ مرّة ربت بها على كتفيّ مواسياً كان وجودك في قلبي يكبر أكثر فأكثر
لكنّني اخترتُ الرحيل لأراك أباً كما كُنت تحلم دوماً، لتضم مولودك على صدرك فتُشفى من كل مواجع الدنيا، وأسعدُ أنا لسعادتك
ولأنّك رجل عظيم وعطوف، ستنتهي رحلةُ الحرمان والشقاء
وسيرزقك الله ما تتمنى لأنّك تستحق وأنا على يقين
في ختام رسالتي أطلب منكَ الطلب الأخير إن رُزقت بطفلةٍ
سمِّها مريم كما اتفقنا أن نسمي ابنتنا منذ سنين، ليُذكرك اسمها بي ولتخلّد قصتنا على الأقل في قلبينا فقط…
وداعاً
زوجتك السابقة
والمُحبة لك دومًا …
من غرفتي التي تضمُ وحدتي

٩_١٠_٢٠١٩

غادة حسين

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!