حـبــيــبــتي  .. أنت طالق !!!/ بقلم : الشيخ قدور بن علية – الجــزائر

مَـلأتْ جَوْفِي أحاديثُ الناس فيكِ ، شَحَنَتْ مُفكّرتي، لم تـكن
أصابعي قبلئذ تحسن فنّ التدليل ولا المُـداعبهْ ،، ولم أكن بالشخص الذي
يتنازل عن لحظة واحدة  للتّفكير في احمرار وَجْـنَتَيْكِ ،أو بياضهما !!
، لـكنّي بِـتّ مـؤمنا بما اسـتـدرجني الخـلاّن   إليه ، من كونك ـــ يا
نزيلة العقل ـــ آنئذ ، جديرةً  كما   زعـموا ، بتقديم شتّى أصناف الراحة
لضميري ،، من كونك تُجيدين عمل الوصيفاتِ في إطار مملكة عقلي  و حِسِّي
!!
***
صدّقتُ فيهم كلامهم المُـلغّم ،، آمنتُ دون عِلم منّي  من أنهم ما
استباحوا ذلك قُـبالتي ، إلاّ لكونهم  سِـيقوا زُمَـراً كأسرى حربٍ  صوب
شقيقاتِـك، ذواتِ   الفتنهْ ،  المتخصصاتِ في زرع العقول ،، شقيـــقاتِـك
اللائي يَصْرَعْنَ  ذا اللُّبِّ حتّى بما يأتينه من مُزركش الثياب
وثميـنها ،، بما يتطيّبْن به من آخر  صيحات العطور الباريسيهْ ، عطور
كنتُ أخالها مِسْكاً باعثا على النّـــشْـوهْ  !!
**
رَمَـقْـتُكِ بأمّ عينٍ  لي متفحصاً  لَحْظَك ،، اهتز لمُحيّاك كياني
تردّدت كثيرا ، وأنا أهمّ بالدنوّ   منك ،، والبَوْحِ إليك بما يعتريني
،، كِدتّ أشكّ في نفسي  لماّ وجدتُّني أسير   هواك  !!
***
لاَمَنِي ذوو التجارب في عالمك الرّحب ، فلم أحفل بالذي قالوا ، لأنني
أحببتك ،، داستني الأقدام ، وأنا في زحمة أسواق المدينة  ألهث ،، ألهثُ
وراءكِ  لأحظى بلـفـتـــةٍ منكِ  دافئهْ ، أو ابتسامة حانيهْ، فَلَوْ
كان كَلَفِي بك هُياما بجهابذة الفِـكر، لكنتُ  فَرْقَدا ،، بل شمساً
يُـــتَطَـلّعُ إليها ،، غازلتُ طيفكِ  إلى أن غَدَوْتُ شاعــــرًا خلت
قصائدُه إلاّ من اسمك ،، و مازلتُ   في إِثرِك إلى أن رقّت نفسك  لي ،،
لكن  عن خِداع !!
***
عبثا حـاولـتُ إقـلاع قاطرتي من محطّتك ،، عيون العتاب أضحت تُطاردني
أنّى حَلَلْت ،، قاطعتك ، هل تذكرين ؟؟ ،، لكن كنتِ ساعتها واثقةً ذاتَ
إدراكٍ يقينيٍّ ، من أن فتاكِ سوف يأتيك بباقة وردٍ  يستهديكِ  بها ـــ
رغم الذي  جرى ـــ   وأنتِ في حُضن الأخريات   من شقيقاتِك ، فها هو ذا
المُقام يستقرّ  بِزَبُونِك  في حنايا  قلبــي !!
***

عُدتّ لأتبصر الإرشادات الفِضّيهْ والنصائح   الذهبيهْ ، التي كنت
ألـقاها بالإعـراض ممّن كادوا يـقـــعون أسرى في شِباكك ، حلّلْتُها بكل
رَوِيّهْ ، وأنا أطوف في أزقة ماضيَ المقبور !!
***
عاد بي الحنين إلى هُنَيْهـاتِ  ما قبل تسجيل تواجُدك الرّسمي في
رِئـتَـيَّ السّـقـيمتيْن   لحظـتئذ ،، جعلتُ  أوقفُ شريط ذاكرتي ،
وَأدَعُهُ  يُعيد لي ما انصرم ، وفي الحين ذاتِـه ، عينايَ   لا تغفلان
عن النظر  إليكِ ،، لا تغفلان  حتّى عن مسامّ بِشْرتِك  !!
***
بعد مُطالعة يسيرةٍ  لمُؤَلَّـفِ ذاكِرتي ، لَقَيْـتُني  عاضّا
بالبَـنَانِ  نَـدَماً ،، لقد فعلها ،، لقد صاح الضميرُ   في خَـلَدي
مُؤْذِناً عن فراقٍ  غيرِ  وَامِـقٍ   بيني ، وبين مُعذّبـتي وآسرة عقلي
،، لقد قالت محكمة الطبّ الـوقائـي كلمتها ،، قـالت بالـطلاق ،، وكـانت
الاسـتراحهْ ،، استراحة العقل ، والرّوح ،،  والبدن !!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!