دوّامةُ الجمرِ والصقيع/ بقلم : كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي / العِراقُ _ بَغْدادُ

لا زالتْ رياحُ المواسمِ تخترقها الريحُ السمومُ ولا زلتِ بعنادكِ المعهودِ تتلوّينَ مع كفِّ الريحِ _ رغم شدّة أعاصيرها وتبدل رياحها _ تغلبينَها بتقلّبِ مزاجكِ فأنتِ كما الشتاء ساكِنَة وفي أَغْوارِكم تتنقلُ الفصولُ ، فَلَطالما ناديتُ عليكِ في الليلِ والزمهريرِ والهمِّ والحرمانِ والهجيرِ وما مِنْ مجيب !! فقدْ جرّدنا الشتاءُ من زهورِ الفرحِ ، وعَصَفَ بمشاعر جميلة في مهاوي الريحِ فتطايرتْ حروفُ القصيدةِ لتعانقَ جمرَ الحَدَقِ وتهاوتْ السطورُ شغوفةً ترتجي ظِلّ الشفقِ ، هنا تنبري أعاصيرُ الشتاتِ لتأخذَنا إلى فضاءاتٍ معتمةٍ وأفكار متضاربةٍ فلا يأتي الربيعُ إلاّ وثمارنا فجّة غير ناضجةٍ وأرواحنا متلوعة إلى أنفاس دافئةٍ فالقلبُ أعياهُ التجمدُ اجتاحَهُ ليلُ الصقيعِ أضناهُ التعبُ فاشتاقَ إلى حرقةِ الجمرِ ، هيّا دَعِي القلبَ يخفقُ فقدْ أعياهُ السكونُ ، ارتدي ألوانَ الحبورِ مزّقي أشرعةَ القهرِ واكسري قيدَ الفتور .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!