عيشٌ عبثيّ | بقلم : صِبا جمّول – سوريّة

“من العيبِ و شيءٍ من الحرام أن نعترف بما نشعر، علينا تلبية مايشعره والِدَانا”
هذا ما قاله أحدهم في ليلة عصيبة كان يدّعي فيها أنه يلقي كلاماً من منهجٍ للاستمراريّة، و لطالما أنا ضحيّة التفاصيل حاولتُ للمرة الأولى ألا تدأَمني ندوب ثواء الجملة في ذاكرتي، لكنها طاردت عبوري حتى تسمَّرتُ و كففتُ عن حجبِ التعمّق.
فَلتسامحني يالله، يخجلني أمر بحثي عن حقيقة أقرّوا بها حراماً، لكن كل ما أريده أن أحمل قناعتي و أُكملَ السير!
هل ستحاسبني إذا تحدثتُ لك بأنّ ضعف العالم يركنُ في غرفةٍ عتِمة من قلبي؟!
هل ستتكوّس الناس عليّ حين سماعهم انهياراتي الكبيرة حدّ الثمل؟!
أسأكون منبوذة حينما أرفعُ الراية نظراً لتعبي بدلاً من الإكمال؟!
أتموتُ الورود بعد أن تعلم سرعة تلاشي نرجسيّتي تفوقها!
هل ستموتُ الأرانب حينما أهمسُ لها بأنني كائن كائع؟! أتتعب مفاتيح البيانو؟، أيزال طلاءُ المساجد و تندثر قدسيّتها؟، أتبكي العصافير و سرعان ما تهربُ خِصال رَأفتي؟!
هناكَ جَزعٌ صلبُ البقاء كجذعِ شجرة يسرّب لي في عدمِ الرحيل و أنّ غرامةَ الإخبار عنه قد تكلّف التماع نجوم روحي حتى تنطفئ و تُنسى كوشاحٍ أسود قديم!
أريدُ أن أسمع إنكار استفساراتي، أريدُ أن يسكنَ أذني صدى تصحيح السراب في تلك الليلة.
أعودُ لأتساءلَ يا مولى الرحمة، أيُعقل أن تنكبتَ في نفسي الطفولة، الصِّبا و المشيب لأنقذ نجاحَ أحدٍ آخر على الكوكبِ الذي من المُحتمل أن يكون منصفاً للرغبات!.
أظنُ أنه لا غرابة في انجذاب الحزن إلي وأنا لا أزالُ في السادسة عشر من محاربتي في العيش بصمت!

 

 

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!