الوحدةُ الدفينة/ بقلم :آيه زياد

 

تتآكل ذراتُ السعادة في داخلي و تتلاشى ، تقتاتُ من رحم حزني الكثيرَ من الألم المُلوّع، فتُسكرني شدةُ وحدتي حدّ الثمل فأشعرُ بأنّ لا مكانَ في هواجسي إلا شرايين الجُنون، فعقلي ارتحلَ مع آخرِ شخصٍ تخلّى عنّي، و أقبعَ بعيداً متفانياً في بيعِ خذلانٍ جديدٍ و شعور وحدةٍ آخر،و مع كُلّ صفعةٍ تضربُ وجهي أُوقنُ أنّ القدرَ الجميل خالٍ منّي،فتعصفُ رئتايّ برياحٍ قويّةٍ مُزعجة تختلجُ أنفاسي و تُصّمت قلبي، فلا يكادُ يُقرع إلا بهدوءٍ لاذعٍ يُكهربُ روحي و يخيّطُ فاهي بخيبةٍ تُضمرُ و تُلاشي كُل الحروف المُتلعثمة في خاطري.

لا شيء حقاً سوى السّواد القاتل الذي يُحيطُ بي، أكادُ أغرقُ في بحرِ دموعي من فرطِ جود مُقلتيّ، أغرق فلا ينتشلُني أحدٌ من عُمق ذلك البحر، أتوهُ كل آونة بتُخبطي في متاهةِ القدر اللّعين، فليس بإمكاني أن أجدَ باباً واحداً لأخرج من تلكَ الدوّامة الحقيرة، أحسُّ بأنّ ثقتي تفتقرُ لأشياء كثيرة، بِاتَ كُلّ شيء يكيدُ و ينسجُ لي صدمةً جديدة أو مضماراً جديداً لتركِ أشخاصي الذين أُحبّهم!.

لا تُخيّم بي سوى فكرتي في نومٍ طويل، غيبوبة تضمُني إلى صدرها الرّحب لأُودّع كل هذا الخراب، فاضطجع للخلودِ إلى النّوم مُناجية ربي خاشيةً أن أستيقظ على خيبةٍ جديدة!

 

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!