حاجتي واحتياجي / بقلم : دانا باكير

 

بين تلك الشوارع وصرخات الأولاد وضحكاتهم،يوجد ابني الذي كلما خرج من البيت والفرح والحماس يملئ قلبه عاد بعدها تعيس وكأنه لم يكن خارجا للعلب، إنما كان ذاهبا لجحيم، فيأتي إلى حضني حاملا معه دموعه، لأنه لا يملك دارجة مثل باقي الأولاد الذين يلعبون بها بالشوارع، ويستهزئون على ابني لأنه لا يملك مثل ما يملكون ، لكن ما بيدي حيلة يا بني من أين اجني لك مال أستطيع منه شراء دراجة لك؟!

كل يوم اذهب لأشقى وأبحثُ عن ذلِك الأملِ الصّـغِيرِ فلا أرى إِلّا الانتِكاسةُ والفشل، احاول البحث عن عمل اجني منه لنا بعض المال، فكما تعلم يا صغيري انا امك وابيك في آنن واحد، بعد أن توفي والدك،

كم أتمنى أن أهرب من هذا الحي الذي سبب لابني تعاسة القلب وجعله محبط، أصبح لا يقوى على الخروج من بابا البيت لكي لا يتمزق شخصه من أولئك الأولاد، لكنه يكتم كل اواجعه داخل روحه ولا يطلعني عن ما يدور في ذهنه حتى لا يقسى علي ويفتح على قلبي مواجع الزمن، وكأنه رضى بحالنا التعيس هذا وفقرنا الذي لا نعرف متى ستكون نهايته،

سأغلق عيني الان لا أريد أن أرى شيئًا، كم هو شقيٌّ هذا العالم ،

نعم! انه الفقر،

 

 

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!