قدرنا المحتوم./ بقلم :عهود يوسف الزّعبي  ( سوريا )

للوهلةِ الأخيرةِ كانَ النَّجاح قارعاً بابي كصمَّامِ أمانٍ يدفعُني لبصيصِ أملٍ بدأ بعزيمةِ نفسِي في المقاومةِ بل في حُلمٍ لا تُصنِّفه قواميسٌ ولا خرائط.

كانَ بمثابةِ درعٍ واقٍ من كلِّ أسبابِ الفشلِ اللَّامرغوبِ فيها “!

أتجمّلُ بهِ في ذاكرتي وأُنيرُ بهِ على مشارفِ طريقِ أحلامي.

لكنْ سُرعانَ ما تحوَّلَ هذا الحُلمُ إلى أوراقٍ تطايرتْ في سماءِ مدينتي الَّتي تضُجُّ بدخانِ القذائف.

تمزَّقتْ وتحوَّلتْ إلى رمادٍ باهتٍ لا يحملُ معهُ إلّا الأسى والذكرياتِ الحزينة.

حتَّى جفَّتْ كلماتِي وانهارت دمُوعي على منزلٍ تحطَّم وتحطَّمت تحتَ رُكامهِ الأحلامُ، إنّها أُضحوكةُ عصري المُلطَّخة بالدماء.

بِتُّ مهزولةً أمضي بعيداً لأرسمَ من جديدٍ على لوحةِ آمالي الّتي رحلتْ وسرقتْ معها الأمانيّ.

فها هوَ سكينُ غدرٍ طُعنَ في وسطِ آمالي، لطالما كانَ الحُلمُ في مكانٍ والقدرُ يُهيِّئُ لنا بيتاً على الطِّرازِ الحديثِ لنركُنَ فيه.

أُنادي بصوتٍ مُرتجفٍ إلى تلكَ النُّدُوبِ الَّتي اعترتني، إلى تلكَ الخُدُوشِ الّتي أنهكت قلبي، إلى ذاكَ الخُذلانِ الذي كانَ بمثابةِ الموتِ لكنّهُ بنكهةٍ أُخرى.

لتلكَ الأحلامِ الّتي أماتتْ نفسي القديمة، نفسي الّتي أرهقها القدرُ المحتُومُ، نفسي الّتي تحطّمت بسببِ ظروفٍ قاستها من أجلِ حُلمٍ كانت تسعى له، لأصرخ بصوتِ المُلتئمِ من عثراتِ الحياة، وداعاً لدموعٍ انهمرت، وداعاً لأوقاتٍ سُرقت منّا وانجرفت، وأهلاً بقدرنا المكتوبِ فلنحيا ربيعاً آخر لا يعرفُ الاستسلام، ولا يتركُ للفشلِ مكان، فلا خُذلانَ بعدَ الآن، أمضي بعيداً للتعايش في مكانٍ لم يكن حُلمي لكنّهُ قدري، فأهلاً وسهلاً .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!