مغترب بغرفة رقم ستة /بقلم: صفاء مصطفى ( الاردن )

الجناح الأيمن من الطابق السفلي، تم حجز مشاعري بتلك الغرفة، ضاعت حروفي وتألمت عضلات قلبي هناك، لم أكن أعلم بأن الغربة مُره، و أن الشوق يحتل كل المشاعر، ولم أكن أعلم بأن الهموم لا أحد يتقاسمها معك.

في أحدى الليالي الممطرة، تجمعت دموعي في الزاوية المظلمة في تلك الغرفة البائسة، كنت أود البوح بأية كلمة، لكن لمن؟! يكاد رأسي ينفجر من كثرة الكتمان، لكن البوح لن يغير شيء، فبدأت البوح لله، لأنني أعرف بأن الله لا يخذلني قط، فبدأت بالدعاء إلى أن هدأت نبضات قلبي و اغمضت عيناي ونمت.

ابتعدت عن كل شيء، وافترقت عن أصدقائي وأصواتهم وملامحهم وحتى حركاتهم وكلماتهم، كيف يمكن لي أن اعتاد على بتر يدي اليمنى دون فعل أي شيء.

فاكتشفتُ أن الغربة ليست فقط الإبتعاد عن الأحبة، بل غربة عن المشاعر، إنكَ سوف تعيش كل المشاعر وحدك، وإنك سوف تخسر دموعًا كل ليلة، وأن تتوحد كل يوم أكثر، وأن الصداقة لا تمتد،  وأن كلمة صداقة تنتطلق إلى أي شخص، لكن بالفعل لا يوجد بالغربة سوى صديق واحد، صديق يهتم بأمرك، ويعرف جميع اهوال قصتك، دون بوح أي كلمة له، يعرف كل شيء من بوح ملامحك وبحت صوتك؛ لانه يعيش نفس غربتك،  يا له من صديق عظيم و رب رحيم.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!