هل نحن صحفيون……. ؟

 

كتب\ محمد الرضاوي

جريدة آفاق حرة 

هل نحن صحفيون …؟ أم نحن نخبة مثقفة…؟ أم شريحة مجتمعية تنقل وقائع المجتمع المتحرك كتابة وصورا على صفحات جرائد قد يقرأها المجتمع وقد لايقرأها ….؟ أم ماذا نحن ياترى…؟….ثم هل تحضرنا الذاتية والشخصانية في مقالاتنا وتحليلاتنا…؟
أم ننزع نحو الموضوعية والحيادية حتى يبقى الخبر مقدسا والتعليق حرا وبعيدا عن الشوفينية والديماغوجية وكل أشكال الفوضى التعبيرية والتحليلية والمقالاتية….؟ هل نحن صحفيون مهنيون ندري حدود حقوقنا وواجباتنا ؟
أم نحن في هذه لا لنا في العبر ولا في النفير،؟
هل نمارس السلطة على الصحافة أم نمارس الصحافة على السلطة..؟
ماهي حدود المهنية..؟ ماهي تجلياتها ماهي عناوينها البارزة…؟
ماذا لو سألنا أنفسنا يوما هل ما نمارسه صحافة أم سخافة تحت مسمى الثقافة…؟
أسئلة كثيرة تحضرني وأنا أداعب الكلمات محاولا استكشاف هذا الميدان الخطير والمتشعب الأطراف لعلي أخرج بنتيجة مفادها أن مهنة صاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة حسبما يسميها أهل الدراية والمعرفة لصيقة المهنية وهذه الأخيرة لصيقة مهنة الصحافة وإلا أصبحت الصحافة سخافة وعادت المهنية عبثية واختلط الحابل بالنابل واشتد الرقع على الراقع وتمزق المخيط وعز الخيط وأصبحت الصحافة في واد تشكو حزنها إلى بارئها وأصبح الصحفي في واد آخر ينعق بما لا يدري ويهرف بما لا يعرف ولعمت الفوضى واشتدت البلوى وانتصر الهرج والمرج وتقوت شوكة الانتهازيية والوصولية والعدمية والفوضوية والعبثية والديماغوجية.. ولتقهقر وتراجع التحليل الموضوعي الرصين إلى الوراء.
وقد نكون جميعا ربينا الغش فيما بين ظهرانينا وتعشش الخداع فيما بين سطورنا وأصبح التملق والتزلف عملة رائجة بين أفراد المجتمع وعاد الحياد والمسؤولية المادية والمعنوية ورقة نادرة لا يمكن الرهان على وجوده ولو تمنى الواحد منا ما تمنى….
ولو توهم الجميع ذلك لكانت النتيجة عكس المتمنيات. ولذلك فالصحيفة المهنية هي التي تنطلق في الواقع من البحث الحقيقي عن الأخبار والمعلومات قصد الاحتفاظ بالصحيح منها والواقعي. ثم تأتي مرحلة التحليل والتركيب والصياغة وهي مرحلة خطيرة تتطلب مزيدا من الحذر والمسؤولية والرقابة الداتية وحضور الوازع الأخلاقي وهدا شيء لا يعز كثيرا على كثير من أطياف الصحافة الوطنية سواء منها اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية او الصحافة الاكترونية إذ نجد في الاكشاك كما في المواقع ولله الحمد منابر يشهد لها بالكثير من الموضوعية والمهنية والحيادية .وعلى النقيض من ذلك تكثر ما أسميه شخصيا بصحف النعناع والقزبور وذات الدفع المسبق والمطبلون للرئيس وحاشيته .صحف أغلبها تصدر أسبوعيا أو شهريا أو سنويا صحف لا تعرف مديرها المسؤول من رئيس تحريرها من سكرتير تحريرها من طاقمها من مخرجها…….
صحف لامقرات لها ولا أجهزة ولاهم يحزنون.. صحف تكتب في كل شيء ابتداء من الملك مرورا بأمور الدين وصولا إلى الجنس، صحف لا تبحث إلا عن الإثارة وتعمار الشوارج والسلام وصحافة الروينة إن صح التعبير.
ولذلك فانا أعتقد أن عنصر المهنية والرقابة الذاتية والموضوعية عناصر ضرورية ولابد منها إذا ما أردنا لصحفنا التقدم والازدهار والترقي عبر سلم التنمية المستديمة، أما إذا ما أخدتنا دروب الشهرة الخاوية والديماغوجية البلهاء.والبوليميك الفارغ.وركبنا أدمغتنا فعلى صحافتنا السلام.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏

عن ناصر ميسر

تعليق واحد

  1. Great article. Good to understand for everyone.

اترك رداً على rxoc إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!