المكان ذاتة والوجوة وكثير من الدقة في تطابق تفاصيلها التي باتت في الذاكرة منحفرة هي ذاتها أيضاً .حتى حميمية المشاعر التي تعتري القلب طالما تزامنت نبضاته مع دقائق ساعة الحائط العتيقة بُنيّة اللون المعلقة على أحد جدران المنزل تلك هي أيضاً بدورها ذاتها . كل شيء يسكن في مكانه المخصص له تماماً كما سابقاً .. حتى تلك الفوضى العارمة التي تعم إحدى الزوايا تقطن كما العادة في ذات مكانها ولكن وكما يكون شعور السعادة غريب على يتيمها .وكما هي ارتباكات المستجد ذو الستة أعوام في ساحة المدرسة في يومة الأول . بذات الدقّة والشدّة. والحدّة إنصافاً للذكر يكون شعورك بالغربة وسط كمّ الأشياء المعتاد وجودها من حولك .. أما عن الخوف .فيسيطر على أطرافك حتى التجمُّد لا من ما يحيطك بل من ما يسكنك من غربة وسط الأُلفة .بعدما كان مهربك أمانك وأحب ملاجئك يغدو ظلماً . منفاك .غريب الوطن غريب وجود الغريب شعور والأصعب هي تلك الأخيرة .