أحلام ولكن.. | بقلم الأديبة الشاعرة: إلهام عبود

 

قدَرٌ تبدَّى ظالماً إيّاها
هو ذا النصيبُ بسهمِهِ أدماها

قالتْ: لعلّي في اغترابي أشتفي
أجِدُ المسرَّةَ و الغِنى و الجاها

قطعَتْ بحاراً و الأماني زادُها
وعلى مُحيَّاها صدى بَلواها

تمضي الّليالي و الهناءُ مُؤَجَّلٌ
فالعيشُ أدمى قلبَها و بَراها

و الرَّحلَ حطَّتْ عندَ أربابِ الغِنى
علَّ الرَّزَايا تنجلي وعساها

ومضَتْ إلى العمَلِ الدَّؤوبِ يحثُّها
عزْمٌ شديدٌ و الرَّجا آتاها

دارٌ بها الدِّينارُ أمسى حاكِماً
ولهُ استكانَتْ و الهَوى أبقاها

فإذا بِخافِقِها رهينٌ طائِعٌ
وحبيسُ صوتِ للغِنى أشْقَاها

راحَتْ تُبارِكُ حَظَّها لمَّا اهتَدَتْ
لفؤَادِ صَبٍّ حالِمٍ واساها

نطَقَ الغرامُ و في المآقي لمعَةٌ
وغَدا يُهدهِدُ قلبَها فَشَراها

أضحَتْ لَهُ الصَّدرَالحَنونَ المُرتَجَى
أُمَّاً لِطفلٍ قادِمٍ سوَّاها

و(السّتُّ)إذْعَرِفَتْ خَفايا ما جَرَى
كانَتْ قَضاءً مُبرَمَاً وَافاها

حَكَمَتْ عليها بالرَّحيلِ وليتَها
نَظَرَتْ لحالَةِ ابنِها ينعاها

أعوامُ مَرَّتْ والغَريْبَةُ ترتدي
ثوبَ الأمومةِ والأسى أعياها

شبَّ الصَّغيرُ وراحَ يبحثُ عن أبٍ
ومضى إلى ذاكَ الحِمى ما تاها

يا جدَّتي : أنا ذا حفيدُكِ قد أتى
شوقاً إلَيكُمْ جاءَ مِن أقصاها

-عُدْ يافتى الأدراجَ هيَّا و ارتَحِلْ
فأَبوكَ ساحاتُ الوغى روَّاها

رجعَ الغريبُ كما (حُنَينٍ) خائِباً
مُتثَاقِلَ الخُطواتِ قَد واتاها

همَسَتْ إليهِ الأمُّ دامِعةً أسىً
إنَّا حَصَدْنا ما زَرَعنا آهَا

…..
عن رواية(ساق البامبو) بتصرّف
..تحكي قصّة شابّ كويتي يتزوّج
خادمة فيلبّينيّة ثمّ يُعيدها إلى بلدها
نزولاً عند رغبة والدته، وهناك تنجب
ولداً، يبحث عن والده حين يكبر
،فيعرف لاحقاً أنّهُ قضى في الحرب
تُنكِره الجدةّ ويُحرَم من الميراث
والنسب ويبقى بلا أصل وجذر
كنبات البامبو.

/سورية

عن أيمن قدره دانيال

كاتب - شاعر - اعلامي - عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!