أغنية  لزيت الزيتون للشاعر بابلو نيرودا

ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***

 

مقدمة :

 

نود اليوم أن نتشارك معكم قصيدة : ” أغنية لزيت الزيتون ” للشاعر بابلو نيرودا الذي أعلنه غابريل غارسيا ماركيز كأعظم شاعر في القرن العشرين على مستوى العالم وبكل اللغات . يقول بابلو نيرودا في مجلة الشعر كابالو فيردي : فليكن هذا هو الشعر الذي نبحث عنه …الشعر النجس مثل الملابس التي نرتديها  أو مثل أجسادنا الملطخة بالحساء الملوثة بسلوكنا المخزي وتجاعيد حياتنا وسهراتنا وأحلامنا وملاحظاتنا ونبوءاتنا واشمئزازنا وحبنا وأفكارنا والوحوش داخلنا ومواجهاتنا و ولايتنا السياسية وشكوكنا ويقيننا والضرائب التي ندفعها .” 

تنتمي قصيدة ” أغنية لزيت الزيتون ”  إلى مجموعة الأغاني الأولية لعام 1956 وقد أضيفت القصيدة إلى هذا الديوان بناء على اقتراح ميغيل أوتيرو سليفا ، المحرر في صحيفة ” الوطني ”  الصادرة في كاراكاس  . وقد بدأ الشاعر في كتابة ديوانه  في الصحيفة بشكل أسبوعي  . يقول نيرودا : ” وبهذه الطريقة تمكنت من نشر تاريخ زمني لقصائد متنوعة تتحدث عن الحرف المهنية والناس والفواكه والورود والحياة ورؤيتي للنضال . في الواقع لقد مكنني ذلك من أن أقوم بما قمت به من خلال الحافز الإبداعي الدوري في الصحيفة . ” 

قد أكون نجحت في ترجمة القصيدة للعربية وقد أكون أخطأت ، لا أحد ينجو من اللوم في عالم الإبداع لهذا السبب نرحب بكل مساهمة أو اقتراح لتقويم الترجمة . 

أغنية  لزيت الزيتون


هناك بجوار الوشوشات

في حقول الحبوب ، وأمواج الرياح

التي تحتك بسيقان الشوفان 

تنتصب شجرة زيتون 

مكسوة بغطاء فضي

واضحة خطوطها 

وقلبها راسخ في الأرض: 

بحبات الزيتون

المباركة
المصقولة

تحملها ذراعان 

تجعل

حمائم السلام 

وحلزون

المحيط: 

خضراء 

كثيرة لا تحصى

طاهرة نقية

كحُلًمِ 

الطبيعة .
وهناك
في

بساتين الزيتون
الجافة
حيث

تتواجد السماء الزرقاء 

وحشرة زيز الحصاد

وحدهما
هناك 

الأعاجيب

والكبسولات 

الكاملة من 

حشوات الزيتون

مع الأبراج وأوراق الشجر.
وفي وقت لاحق

حيث الطاسات
والمعجزات ،
و زيت الزيتون.
أنا أحب
موطن زيت الزيتون،
وبساتين الزيتون،
في تشاكابوكو ، في تشيلي
في الصباح،
يطير الريش البلاتيني
مئات منه
نحو تجاعيد
السلاسل الجبلية.
هناك في أناكابري حيث العلى
على أنوار البحر الإيطالي
إنه اليأس من أشجار الزيتون
وعلى خريطة أوروبا
وتحديدا إسبانيا
هناك سلة سوداء مليئة بالزيتون
معفرة بغبار أزهار البرتقال
كما لو كان نسيم البحر
من زيت الزيتون،
حالة من السمو الداخلي 

لقدر الطهي
منصة للطيور اللاهية
مفتاح سماوي للمايونيز
اللطيف واللذيذ
فوق الخس.

شيء ما خارق للعادة في الجحيم
من أتباع الملك مثل الأساقفة
وجوقاتنا  

بنعومة قوية حميمية
تردد معه:
أنت اللغة  الإسبانية
حيث هناك مقاطع لغوية

من زيت الزيتون
هناك كلمات
مفيدة وغنية بالرائحة
مثل موادك العطرية
ليس فقط النبيذ الذي يغني
زيت الزيتون يغني أيضا
يعيش فينا بضوئه الناضج
ومن بين الأشياء الجيدة في الأرض
التي نفصلها

زيت الزيتون،
سلامك المستمر ، جوهرك الأخضر
كنزك المتراكم الذي ينزل
بجداول من شجرة الزيتون.

 

المصدر :

 

‘Ode To Olive Oil’ by Pablo Neruda

http://www.honest-toil.co.uk/blog/2015/05/ode-to-olive-oil-by-pablo-neruda-1971/

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!