الموت / شعر : الشاعر الأسباني سبيثنتي أليكساندري / ترجمة : يوسف نابارو

تعالي يا أيتها الأمواج العتيقة,

تعالي بأذرعك البيضاء,

حينما تذوب شمس العقل,

تحت انعكاس المساء,

ويتحسّر الشعر العذري

على أرجوحة النبض.

 

هل أنت ظل البحر العنيف,

أو الحقد العظيم المرعب,

حيث تصبح الأسماك كأشجار

مغمورة في الهواء؟

هل أنت اليأس الجميل,

الذي يهدد عمري,

مثل حب ينتهي بموتي؟

 

يا أيها البحر الرصاصي الرهيب,

دمّرني إذا أردتَ,

يا أيتها النار المدمرة

تحت سرير الأفكار,

حرقيني هنافي الشاطئ,

حيث يزحف الضوء على جسدي,

وترتعش قطرتك الهائلة.

 

أريد أن أقبل عاج خرسك الآخِر,

عندما يتراجع الخليج بسرعة,

ولا تبقى على الرمل

إلا الحرشفات الباردة

من الأسماك المُحِبّين.

يهدمني موتك كقصر رملي,

يجرّني كماء يتعفن في قبر القدر,

وياخذني كنورس تكشف دمه,

في منتصف الليل والمراهقة,

بين بريق الأصداف الفارغة.

 

أهيا خليجي العمودي,

أريد أن أموت أمامك,

بسرعةبسرعة,

لألمس السماء بزبدك,

مثل سمك سماوي بين الغيوم,

أو عصفور منسي في قاع البحار.

 

أهأنت ظلي الخالد بدون تاريخ,

المعركة الرائعة بين البحر والجوع,

يغرق شكلك المائي في شكلي,

كأنني أنحت مجراك على ذكرى حياتي,

ذكرى الوردي والأخضر الحيّ ,

و الأحمر والقرمزي الدافىء,

فأنت يا الأسود الضاحك الكاذب,

ارحل عني ارحل عني,

إلى النفق الأبدي.

 
 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!