ترجمة: محمد العرابي
مكونة من 31 مقطعا،ننشر المقاطع الأربعة الأولى منها.
1-
وَسَطَ الشَّجَرَةِ، يُهَدْهِدُ النَّسِيمُ
الْأَفَعَى السامَّةَ التِي لَبِسْتُ؛
الابْتِسَامَةٌ، التِي تَلْمَعُ فِي السِّنِّ
وَتُومِضُ بِالغِوَايَات،
تُخَاطِرُ بِنَفْسِهَا عَلَى الْحَدِيقَةِ وَتَتَجَوَّل،
وَمُثَلَّثُ رَأْسِي الزُّمُرُّدِي
يُخْرِجُ لِسَانَهُ ذَا الرَّأْسَيْن…
مَا أَحْمَقَنِي! لَكِنَّهُ حُمْقٌ مَسْنُون،
لِأَنَّ سُمَّهُ عَلَى تَفَاهَتِهِ
يَفُوقُ كَثِيراً حِكْمَةَ الشَّوْكَرَانِ!
2-
مُبْهِجٌ هُوَ زَمَنُ النُّزْهَةِ هَذَا!
ارْتَجِفُوا أَيُّهَا الفَانُون! أَنَا قَوِيٌّ بِالفِعْل
إِذَا مَا قَطُّ فِي كِفَايَتِي،
فَغَرْتُ فَمِي لِكَسْرِ القُوَّة!
بَهَاءُ اللَّازَوَرْدِ يَشْحُذُ
هَذَا الثُّعْبَانَ الَّذِي يُقَنِّعُنِي
بِبَسَاطَةٍ حَيَوانِيَّة؛
تَعَالَوْا إِلَيَّ، أَيُّهَا الْجِنْسُ المغْمَى عَلَيْه!
أَنَا وَاقِفٌ وَمُهَذَّب،
مِثْلُ الضَّرُورَة!
3-
شَمْسُ، يا شَمْسُ! …يَا خَطِيئَةً سَاطِعَة!
أَنْتِ الَّتِي تَحْجُبِينَ الْمَوتَ، يَا شَمْسُ،
تَحْتَ اللَّازَوَرْدِ وَذَهَبِ خَيْمَة
حَيْثُ تَعْقِدُ الزُّهُورُ اجْتِمَاعَها؛
عَبْرَ مَبَاهِجَ لَا يُمْكِنُ النَّفَاذُ إِلَيْهَا،
أَنْتِ، الْأَكْثَرُ زَهْواً بَيْنَ المتَوَاطِئِينَ مَعِي،
وَمِنْ شِرَاكِي أَنْتِ أَسْمَاهُمْ،
حَجَبْتِ الْقَلْبَ عَنْ مَعْرِفَةِ
أَنَّ الكَوْنَ لَيْسَ سِوَى خَلَلٍ
فِي صَفَاءِ اللَّا-كَيْنُونَة!
4-
أَيَّتُهَا الشَّمْسُ العَظيمَةُ، الَّتِي تُعْلِنُ الْيَقَظَةَ
بِالْكَائِنِ، وَبِنِيرَانٍ تُصَاحِبِينَهُ،
أَنْتِ الَّتِي تُخْفِينَهُ بِنَوْمٍ
خِدَاعاً فِي صُورَةِ حُقُول،
مُحَرِّضَةَ الْأَشْبَاحِ الْفَرِحَة!
الَّتِي تَجْعَلُ الْحُضُورَ الْغَامِضَ لِلرُّوحِ
عُرْضَةً لِلْأَعْيُنِ،
دَوْماً رَاقَنِي الْكَذِبُ
الَّذِي تَنْشُرِينَهُ عَلَى الْمُطْلَقِ،
يَا سُلْطَانَ الظِّلَالِ المَجْبُولَةِ مِنْ لَهَب!
……………………………..
ترجمة محمد العرابي – شاعر من المغرب