أعمى
أمْ أنّكَ قاصِداً
تَتَعامى
لتُميطَ عنْ وجعِ الكلامِ
لِثاما
كُنّا نَراكَ
وفي عَصاكَ مآربٌ
أُخرى
تُهيُّ للطّريقِ
أَماما
كنّا نَراكَ
تُعيدُنا لِوجوهِنا
وتهُشّنا حتّى نَطيرَ
حَماما
كُنّا نَراكَ
ترُدُّ عن خطواتِنا
تَعَبَ الرّصيفِ
لنَستعيدَ زِماما
كُنّا
وكانَ الوقتُ يأكلُ
عُمرَنا
حتّى أفقْنا في الغيابِ
قدامى
ثمَّ اكتشفنا
بعدَ ألفِ حكايةٍ
عَمياءَ
أنّا لا نُجيدُ
كَلاما
يا أكثرَ البُصراءِ
في أيّامِنا
عيناكَ وحدَكَ تقرأُ
الأيّاما
لمْ تكتَرِثْ بالّليلِ
مثلَ هُرائِنا
لمْ تخشَ مثلَ المُبصِرينَ
ظَلاما
لمْ تمشِ مخذولَ الجبينِ
ورُبّما
لنْ تنتهي كَالفارِغينَ
حُطاما
ياما اتّكأتَ على خُطاكَ
لتَتقي
حُزنَ البيوتِ الجائعاتِ
وياما
من أجلِ صوتِكَ
أن يَظلَّ مُسافراً
غنّيتَ مِنْ سِفرِ العيونِ
مَقاما
لا خوفَ ردّ يديكَ
عن أحلامِها
حتّى تصيرَ لرافضيكَ
إماما
أعمى
وتعرِفُكَ الطّريقُ
وتنحني
كيما تَمُرَّ على البلادِ
غَماما
أعمى
وتكبُرُ كُلّما أبْصَرتَنا
دَهْراً
ونُكمِلُ عُمرَنا
أقزاما
ونظلُّ حينَ نراكَ
نعصِرُ دَمْعَنا
ونشيخُ
لكنْ
قد نشيخُ يتامى