أيقونةُ الحِلِّ والتّرحال/ بقلم : فاتن عبدالسلام بلان

يـا .. صـغـيـري
صافرةُ الحربِ
تُدجّنُ السّككَ للرحيل
مـاذا أفـعـل
وقد نسيتُني
تحتَ شُبّاككَ المكسور
وكُلّي أصابعُ نازفة
وكُلّكَ ستائرُ شرود ؟
قلبيَّ المدعوّ بـ ( الضّال )
مـاذا يـفـعـل
والبلادُ  بالأحمرِ آبارٌ
ودلوُ السّماءِ حزين ؟
أحاولُ الحبوَ
على عظامِ روحي
وصوتي المُباد
نايٌ جريح
أهذا منجلكَ
أيُّها الحَصَادُ
يَشري بأعمارنا ويبيع ؟!
فـ على جلدِ الدمعِ
أُعدّدُ الأحلامَ الكسيحة
آهٍ ياجناحَ حُلمي الكسير
واحد .. مئة .. ألف
تلكَ مشاعري
تطوفُ حولَ
حجرِ الهزيمة
والشيطانُ يرجمُها
من كُلِّ فجٍّ عميق
مـاذا أفـعـل
والفَقدُ يقطفُ البسماتِ
ويدزُّها أحطابًا
بينَ ألسنةِ الحريق ؟
على ضفّةِ الوجع
أراني أمامي
عاشقةً ثكلى
تمدُّ أشلاءها
لطفلِ حُبّها الغريق
تُحنّي ضفيرتها
بـ كمشةِ رماد
كيف أضعتي رسائلي
في كومةِ غُبارٍ
أيُّتها .. الريح ؟
مـاذا أفـعـل
وقلبيَّ المدعوّ بـ ( الغريب)
صُلبَ على لوحِ الانكسار
وامهرَ  نبضاته
جُثثًا .. لـ التوابيت ؟
فـ أينَ أنتَ مني
وهذا الاغترابُ قاحلٌ
نذرتُهُ خطواتِ تيهٍ
فوقَ دربٍ حليق ؟
أتسمعُني أتراني ؟!
طَرَقاتُ يديّ أنّاتٌ
وبابُكَ أصمٌّ كفيف
مـاذا أفـعـل
وشريطُ الذكرياتِ
زُجاجُ ظلالٍ
يخرمشُ صمتي
فتئنُّ مرايايَّ
بينَ حفيفٍ وفحيح ؟
قلبيَّ المدعوّ بـ ( الشّاهد)
يعوي أبهرهُ
فالحُمْلانُ تتسيّدُ
بدرَ الدماء
والقميصُ
في جُبِّ الغدرِ
زَغبُ فرْخٍ صغير
عدْلًا يا إخوتي عدْلًا
فـ أنتم الجُناةُ
والذئبُ من الذنبِ بريء
مـاذا أفـعـل
وقلبيَّ المدعوّ بـ (المُشرّد)
يحملُ في بُقجتهِ
الحُبَّ والأضواء ؟
تعال لـ تتقمّصني
قصفةَ زيتونٍ وحمامة
ودعني أحدّكَ
من أربعِ جهات
زُمرتي قاسيونية الهوى
وفي ملامحي
رُضّعٌ تلبّؤوا الشّيبَ
من أثداءِ الخيام
أنـتَ .. و أنـا
وفصلٌ خامسٌ
أوتادهُ الجِراح
يمزّقُ ندوبنا
بـ رصاصه
فـ نخيطها
بـ مسامِ التُّرابِ
ونخبّئُ غُرَزها
في جيوبِ الرصيف
مـاذا أفـعـل
وقلبيَّ المدعوّ بـ ( المُنتمي )
يُهادنُ الكوابيسَ
بـ أرقهِ  .. ؟
فـ ليلُ البلادِ
دونَ قناديلكَ
شبحٌ فارعُ العتمةِ
والصباحُ
دونَ هبّةِ زقزقاتك
روتينٌ ثرثارٌ
بينَ النشازِ والزّعيق
مـاذا أفـعـل
وقلبيَّ المدعوّ بـ ( الضحيّة )
يُعدّدُ بقاياه
بـ تأتأتِ الخسارةِ
وعلى نحرهِ
غربةٌ وسكّين ؟
تحتَ شُبّاككَ المكسور
يتهاوى ذابلًا
قطرة قطرة
غضَّ الرمشَ
وغصَّ بـ البريق
أنـتَ .. وأنـا
ومآقي البلادِ
أيقونةُ الحِلِّ والتّرحال
أتموتُ البلابلُ شاديةً
أسرابَ سمفونياتٍ
بينَ أعشاشِ السّماء ؟!
فبأيّ حقٍّ يُقتلُ
الحُبُّ في بلدي
وبلدي ياسمينُ اللّهِ
من يُمناهُ إلى يُسراه ؟
و بأيّ حقٍّ تَجْرِمُ
بـ ياسمينكَ
وعطرهُ مفتاحُ داركَ
ومظلّاتُ أسواركَ
أيـُّهـا .. الـربـيـع  .. ؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!