باب الوصل / شعر : الشاعر الدكتور علي غبن

يا مَنْ يَرى ما في الضَّمِيرِ ويَسْمَعُ
أنا في رِضَاكَ وفي رِضَابِكَ مُوْلَعُ

أنا في نَوالِكَ طَامِحٌ مُذْ كُنْتُنِي
فانظُرْ عَطَاءَ الحُبِّ مَاذا يَصْنَعُ

وَهْجٌ أَحَالَ العِشْقَ نُوراً مُبْهِجاً
مُصَّاعِداً في النَّفْسِ فيهِ ترفُّعُ

قَدْ حَلَّ في كُلِّ الضُّلُوعِ رَبيعُهُ
فاخضَرَّ شِريانٌ وأَزهَرَ مَسْمَعُ

عِشْقٌ بَدَتْ أسْرَارُهُ يا سيِّديْ
لمَّا تَعَمَّدَ في هَوَاكَ المُوجَعُ

حَلَّقْتُ فِيكَ مَحَبَّةً مُتَجاوِزاً
عُرْفَ الهَوى مُسْتَطْيِباً ما يُوجِعُ

حتَّى غَدَوتُ وبي جَمَالُكَ عَالِقٌ
في وَجْنَتَيَّ وبي ضِياؤُكَ يَسْطَعُ

أفنَيتُ فِيكَ الحُبَّ قَلبِيَ عارِفٌ
أَنَّ الفناءَ بِدَربِ نُورِكَ يَشفَعُ

عُفْتُ الكَلامَ إِلى الدُّمُوعِ لِأَنَّهُ
حَدُّ البَلاغَةِ وَالوُصُولُ الأَسْرَعُ

جَاوَزْتُ فِيكَ الغَيْبَ حُبُّكَ قائِدِي
نحوَ الأَنا… ربّاهُ كَيفَ سَأَرْجِعُ

نادَيْتُ مُنتَشِياً بِوَصْلِكَ ضُمَّني
لا تَتْرُكِ المُشْتاقَ وَهوَ مُوَلَّعُ

كَشْفٌ تَراءى لِيْ وَحُلْمُكَ واسِعٌ
فإذا الخَلائِقُ لِاكتِشافِيَ رُكَّعُ

وإذا الوُجودُ تَدافُعٌ وتَلَهُّفٌ
وإذا الصَّبابَةُ نَشْوَةٌ وَتَرَفُّعُ

وإذا اللُّغَاتُ رَطَانَةٌ مَجْهُولَةٌ
وإذا خُفُوقُ القلبِ فُصْحَى تْقْنِعُ

وإذا ابتساماتُ الغَرامِ كَئيبَةٌ
ما لم يَكُنْ في العاشقينَ تَضَرُّعُ

مَولايَ يا مَولايَ هَبْنِيَ قُوَّةً
كي أَرتَقِيْ لِلْظِّلِّ.. نحوكَ أَطْلُعُ

عَلِّمْ عِظامِيْ كَيْفَ أرْكَعُ إنَّني
بِكَ أَستَعِينُ على هَوَاكَ فأَركَعُ

إنَّ الوُصولَ إليكَ أَقصىْ غايتيْ
فلعلّ بَابَ الوَصّلِ عِنْدَكَ مُشْرَعُ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!