شاعِر / شعر : الشاعر الأردني علي الفاعوري

1
كانَ دائمَ الحُضورِ
في الجريدةْ
عند المساءِ يطعمُ النّساءَ
لحمَ جوعِهِ
وفي الصّباحِ يأكلُ القصيدةْ
2
يُلملمُ السُّكوتْ
ويجمعُ الحقائبَ التي تآكلتْ
ويقرأُ البيوتْ
ويغمضُ العينينِ كي ينامَ آمناً
بحضنِ عنكبوتْ
3
لم يكتفِ بموتِهِ
فكوبُ شايهِ المسكوبِ فوق صمتِهِ
ما زالَ يلسعُ الكلامْ
كُلّما مشى قطارُ الجمرِ
فوقَ تحتِهِ
4
في معظمِ الأحيانْ
كانت تراهُ من ثقوبِ حُزنِها
اليدانْ
مُعلّقاً على الجدار مثلَ آيةٍ عجوز
وممسكاً بوجهِهِ الجبانْ
5
ومرّةً
أرادَ أن يُحاربَ المطرْ
فصاحبَ الغيوم
ثمَّ بعدَ أن تبلّلَ
انكسرْ
6
ومرّةً أرادَ أن يبيعَ صدرَهُ
لصانِعِ القميصْ
فأغلقَ النّهارَ ثمَّ عاد خائباً
بصوتِهِ الرّخيص

7
ودائماً يُكرّرُ السُّؤالْ:
من الذي سينفُثُ الكلامَ في وجوهِنا
إنْ ماتَ صاحبُ المقهى
من السُّعالْ؟
8
في آخر المطافْ
كجدِّهِ
يرى عيونَهُ تُقادُ كالخِرافْ
إلى حضيرةِ اعترافْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!