1
كانَ دائمَ الحُضورِ
في الجريدةْ
عند المساءِ يطعمُ النّساءَ
لحمَ جوعِهِ
وفي الصّباحِ يأكلُ القصيدةْ
2
يُلملمُ السُّكوتْ
ويجمعُ الحقائبَ التي تآكلتْ
ويقرأُ البيوتْ
ويغمضُ العينينِ كي ينامَ آمناً
بحضنِ عنكبوتْ
3
لم يكتفِ بموتِهِ
فكوبُ شايهِ المسكوبِ فوق صمتِهِ
ما زالَ يلسعُ الكلامْ
كُلّما مشى قطارُ الجمرِ
فوقَ تحتِهِ
4
في معظمِ الأحيانْ
كانت تراهُ من ثقوبِ حُزنِها
اليدانْ
مُعلّقاً على الجدار مثلَ آيةٍ عجوز
وممسكاً بوجهِهِ الجبانْ
5
ومرّةً
أرادَ أن يُحاربَ المطرْ
فصاحبَ الغيوم
ثمَّ بعدَ أن تبلّلَ
انكسرْ
6
ومرّةً أرادَ أن يبيعَ صدرَهُ
لصانِعِ القميصْ
فأغلقَ النّهارَ ثمَّ عاد خائباً
بصوتِهِ الرّخيص
7
ودائماً يُكرّرُ السُّؤالْ:
من الذي سينفُثُ الكلامَ في وجوهِنا
إنْ ماتَ صاحبُ المقهى
من السُّعالْ؟
8
في آخر المطافْ
كجدِّهِ
يرى عيونَهُ تُقادُ كالخِرافْ
إلى حضيرةِ اعترافْ