طشقند / شعر : الشاعر السعودي سعد عبد الله الغريبي

بيــن المــروج يَحُفُّــها الوردُ  فتّــانة إنْ تــدنُ أو تَغْـــدُ

وعلى الغصونِ عنادلٌ أخذتْ  من فرطِ بهجتِها بها تشدو

والعشبُ مســرورٌ لخطـوتِها   مــن فوقِــهِ فيكــادُ يمتـــدُّ

وتُبعثــرُ النســماتُ غُرَّتَـــها   فيضوعُ منها المسكُ والنَّدُّ

فاجــأْتُها بتحيَّتـــــي فبـــَدَتْ  مشـدوهةً وتَضَــرَّجَ الخــدُّ

وظَللــتُ لحظــاتٍ أراقبُــها  مـن قبلِ أن وافانــيَ الـردُّ:

أهلا وســهلا زدتَنا شـــرفًا   فلكَ الســلامُ الجــمُّ والـــوُدُّ

فسألتُها: من أنتِ ســيدتي؟   مِن أينَ هذا الرونقُ الفـرْدُ؟

هــذا بَهــاءٌ لا مثيــلَ لـــهُ    الحســـنُ هــذا مــا لــهُ نِــدُّ

قالت أحقًّا أنــتَ تجهلُني؟    إنِّي بــلادُ الشــاشِ (طشقندُ)

تاريخُ هذا الكونِ يعرفُني   عنوانـــيَ الإقـــدامُ والجِــــدُّ

كمْ ســرَّنا إذ جــاء قائدُكمْ  الباهـــــليُّ قُتيبـــــةُ الجَـــــلْدُ

وافَــي إلينا تحتَ إِمــرَتِهِ   جُنـدٌ أشــاوسُ ما لــهمْ عَـــدُّ

جاؤوا إليــنا في معيِّتِــهِمْ   الديــنُ والأخــــلاقُ والرُّشــدُ

ما كان مِنا غيـرُ طاعتِهمْ   فانصــاعَ مِنــا للهــدى حَشــدُ

وأعــزَّنا المولى بطاعتِهِ    وبدينــهِ فتضــاعفَ المجــــدُ

***

طشقندُ يا أحلى البـلادِ لَكُمْ  فـي قلــبِ كــلِّ مُوَحِّـــدٍ وُدُّ

شـهِدتْ لكــمْأعـلامُ أمتـنا   بحضــارةٍأنتــم لهــا مَهــدُ

حدثْتِنِي عن أعصُرٍ غَبَرَتْ  ماذا جــرى لمَّا نأَى العهدُ؟

لما غزا (جنكيزُ) أرضَـكمُو اجتاحَها (هولاكو) مِن بَعْدُ

حتــى إذا (تيمورُ) باغتكمْ   فــإذا البــلادُ بلاقِـــعٌ جُـــرْدُ

***

فتَضَرَّجَتْ أوداجُها غَضَبًا   ثــم انْبَــرَتْ وكأنــها الرعدُ

قالت: أجئتَ لتستخِفَّ بنا؟   ورجـالِنا .. أولئــك الأُســدُ؟

وبرمزِنا (تيمــورَ) قائدِنا؟   وبِــهِ جُمــوعُ الشــعبِ تَعْتَدُّ

قضّى الحياةَ مجاهدًا بطلًا  ما ارتاحَ حتى ضَــمَّهُ اللَّحْدُ

من بعـد أن دانــتْ لدولتهِ  الصيــنُ والأنَضـولُ والهنـد

***

مهلًا أيا طشــقندُ لا تَدَعِي   حُجَــجَ العِدا والغيــظِ تشــتدُّ

تاريخُ دولتِــكمْ كمَا لُجَــجٍ    تمتــدُّ طَــــوْرًا.. ثــمَّ تَرْتَــدُّ

كــلٌّ لــهُ مــاضٍ يتيهُ بــهِ   لكــنَّ حاضــرَنا هو القصــدُ

أُعجبتُ إذ أبصرتُ أيديكمْ   لحَواضِــرِ الإســــلامِ تمتـــدُّ

فتهيئِــي لدخــولِ معركــةٍ   أهدافُــها العيشُ الهنِي الرغدُ

وســلاحُها علــمٌ وتقنيــــةٌ   والفنُّ والأدبُ الســنِي الجنـدُ

بلدَ الجمالَ الغضِّ دام لكمْ  الأمــنُ والنعمــــاءُ والســـعدُ

***

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!