عربية هذي أنا / شعر الشاعرة الفلسطينية ميساء صح بدارنة

ماتتْ تجاهُكَ في الطريقِ مشاعِري
وأنا أحاوِلُ ان أغيِّرَ بعضَها أقدارَنا
دُفِنَت بطياتِ الكتابِ عَواطفي
غطَّيتُها بتألُّمي
وركنتُها صوبَ الذي لم يكترِثْ لبَقائِنا
فتثاقَلَتْ في حُبِّنا خُطُواتُنا
وَتشتَّتَ العشقُ الذي ما بينَنا
حينَ اكتَفينا في لقاءٍ جفَّ حبرُ مدادِهِ
أتكونُ عينًا للحسودِ استحوذَتْ
أتكونُ أيدي للقريبِ تطاوَلَت؟!
لا لا تقُل
لَم يدْرِكونا مرَّةً
يرمي الجهالةُ ذنبهمْ أنَّ الزمانَ اختارَهُمْ!!!
بوابةٌ لا ما فتَحنا للغريبِ تدخُّلًا
لم يرمِنا أحدٌ بسوءِ منالِهِ
ما اغتالَنا نِدٌّ ببطشِ سلاحهِ
كانَ القرارُ قرارَنا…

شهدَ الزمانُ بأنَّهمْ
لا ما رأونا صدفةً في حينِا
لم يكشِفوا ذاكَ الذي ما بينَنا
لم يلفُظوا في القصدِ أيَّ عبارةٍ
ما حطّموها في الضحى أسوارَنا
كُنّا هُنا ولوحدِنا
كانَ المكانِ فقطْ لَنا
نحنُ ابتَدأنا مِن هَنا
فهُنا وقَفنا كَي نغازِلَ بعضَنا
وهُنا رَكَضنا خَلفَ حلوِ براءةٍ مِن حُلْمِنا
وهُنا بَنينا بيتَنا بينَ الخيالِ وما انبَنى!!
وكتبتُ أشعاري هُنا
وقطفتَ لي وردًا هُنا
ناولتَني؛ الظهرُ انحنى
من فيضِ عشقِكَ للذي ما بينَنا
ونَعمْ، نَعمْ أطربتَني ورَقصتَ لي مثلَ الدُّمى
وأخذتُ أرقصُ والجنونُ لنا دَنا
ولبستُ فُستاني هُنا
سرَّحتُ شَعري للدُنا
وكتبتُ شِعري ها هُنا
أهديتَني تاجًا هُنا
وركضتَ خَلفي بينَ عبّادِ الشموسِ وَفي هَنا
ونسجتَ لي شمسًا أنا
حقَّقتَ لي مَعَها المُنى
ها من هُنا من تحتِ شمسٍ داعَبَتْ ضَحِكاتِنا
جاءَ القرارُ مُحتِّما ببعادِنا
إنّا بَذَرنا في الجبالِ حُبوبَنا
ولبذرةٍ من حبِّنا حانَ الجنى

لا ما انصَدمنا من لهيبِ شرارِهِ في حينِها
تبكي لماذا تَرتجي
من بَعدِ ما ولَّتْ مواقِفُ وانتَهتْ؟!
لا لا تقُل إنّي ذُهلتُ، كفايتي!!
كانَ القرارُ لَنا لَنا
مِن بعدِ ما خانَ الزمانُ وفاقَنا
فشموسُنا وبدورُنا وسهولُنا وجبالِنا وحقولُنا وورودُنا وفراشُنا ورياضُنا ما استغربتْ
شَهِدتْ تآلفَ رأيَنا
بضرورةٍ لبُعادِنا
عرفَ الزمانُ بأنَّنا
لسنا اللذينِ لوهلةٍ كُنّا نُكمِّلُ بَعضَنا
لَمْ تعترِضْ في وقتِها!!

إنّا كبُرنا مِثلَما تلكَ الحقولُ وزرعُها
كنتُ انتظرتُ عبارةً لَمْ تؤتِها
اِشتَقتُها وطلبتُها، عبثًا نطرتُ سماعَها
كنتُ ارتقبتُكَ فارسًا وَعَلى حصانٍ جئتَني
لمْ تأتِنْي!!!
إنّي أردتُكَ مِثلما تلكَ العروسُ تواعَدَتْ وَعَريسُها
لا لمْ نَعدْ طفلينِ نعدو بينَ موجاتِ السنابلِ من صباحٍ للضُّحى
كَبُرَ الطموحُ وما أراكَ ملأتَني بِكِفايَتي
حلَّتْ مواسمُ معْ صَهيلِ حصادِنا
هذا قراري بُحتُهُ
وافقتَني وقبلَتَهُ
هو كبرياؤُكَ من أبى؟!
أن ترفُضَ الحكمَ الذي أبديتُهُ
وافَقتَ حقًا مُرغمًا؟!
مرَّتْ فصولٌ وانطَوتْ
واضَعتُ أوقاتٍ مَضَتْ
كلُّ التفاصيلِ التي عَلِقَتْ بنجمِ سمائِنا ها قَدْ هَوَتْ
كنتُ اعتقدتُ بأنَّني بابنِ الوليدِ مُتيَّمهْ
أحببتُ حمزةَ والحُسينَ وعنَترهْ
حتى الكلامُ عن الفوارسِ في حضورِكَ باذِخٌ ما أكثَرَهْ!!
قد كنتَ ماذا فلتقِلْ؟!
كالغيرِ أنتَ متيَّمٌ
ما جئتَني بِعَجائبٍ
ما حاجتي بالغيرِ كانَ كغيرهِ
ورقُ الخريفِ بنسمةٍ ها قد فَنى
كل الذي أعطيتَني لا لم يَزِدْني في الغِنى
هَدِّءْ ذهولَكَ بالحقيقةِ واعتَرِفْ
حَكَمَ القضاءُ بأنَّنا
ما أن بَعُدنا ضوعِفَتْ أعمارُنا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!