أرملة قيد الإنشاء / بقلم : مروان علي الكردي/سوريا

إذا متُّ يا صفية،

متجمداً على ذلك الرصيف

تعرفينه!!

الرصيف الذي أقف عليه -أكثر مما أجلس معكِ ومع أطفالنا-

منتظراً ليتراتٍ قليلةٍ من المازوت،

وإسطوانة غاز لا تأتي.

 

إذا أراحني الله من هذا العناء.. وأعادني إليه

فأرسليني إلى قبري الصغير مرتدياً معطف أبي

ألبسيني جورباً سميكاً،

واعقدي شالكِ الحريري حول رقبتي

قبّليني

وسلميني إلى الديدان، “دافئاً”

البرد يا صفية أقام أعراسه في أطرافي

زمليني

لا أريد أن أرتجف أمام الله

يجب أن أقف بثبات

وأنا أشكو إليه،

ما يفعلونه بنا..فوق أرضه وتحت سمائه.

 

وصيةٌ أُخرى..

إذا نشب حريقٌ

أيُّ حريقْ

فانتهزي الفرصة

وألقي بأطفالنا وسط اللهب

بلا تردد إفعليها يا صفية!!

علّهم يُبعثون من رمادهم

في مكانٍ ما، أكثرُ عدلاً من هذه البلاد

فالوطن يرفُضنا نحن الفقراء

بشتّى الوسائل.. ينكِّلُ بنا نحن الوحيدين الذين

نسدد جميع فواتيره بلا تذمّر

نسددها بلا نقصان.

 

سأقف أمام الله بثبات مؤمنٍ وَرِع

سأشكوهم واحداً واحداً

المسؤولين عنّا

أذكُرهم جيداً

أعرفهم، وأعرف أسمائهم

أعرف تضاريس كروشهم المٌنتفخة

أعرف أنواع ماركات أحذيتهم

التي يدوسون بها على حقوقنا وأحلامنا،

أحفظ -عن ظهر قلب- خطاباتهم

ووعودهم الكاذبة

أنا لن أسهو عن أحدٍ منهم،

وأنتِ هل ستسهين

يا أرملتي

يا صفية؟!!

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!